أمجد سمير

إن قال بعضهم عباد قبور فهو يرمي به من اتخذ التمسح بالقبور قربة، أما من يرمي غيره بأنه من الخوارج وإن كان أقل شناعة لأنه لم يكفره، لكنه استحل بذلك دمه، ورأى أنه يستحق السجن أو القتل لمجرد آراء يُخالفه فيها، بل ويمدح من يُنكل بالطائفة المخالفة، فالأول رماه بالكفر وقد ظهر منه فعل كفري ولعل قوله عباد قبور لا يقصد به تكفيرهم لأنه لم يصرح بكفرهم وإنما يقصد فعلهم، أما الأخير فاستحل دمه ودعى إلى التنكيل به.

عَبْدُ الرَّحْمَٰنْ مُحَمَّد replied

4 Replies

Mohamed Nabil Salah

جزاك الله خيراً

Ola Hariedy

احسنت أحسنت احسنت

محمد عصام الكاشف

الله يبارك فيك.. والله انت قدوة في الجانب ده.. بحس إن كثير ممن يدعون الإلتزام والتدين.. إلخ لا يعملون بكثير من مقتضيات هذا الدين العظيم حتى عند الاختلاف في أبسط المسائل الفقهية والعقدية فتجدهم بعيدين كل البعد عن قول الله (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) وقوله (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم..) وقوله (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقوله (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم..) وقول النبى صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم).. إلخ

فتجد هذا يغتب هذا وهذا يسب هذا وهذا يدعو إلى فتنة وهذا يقدس شيخه ومن يتبعهم تقديسا يعميه عن إبصار الحق فصاروا أبعد ما يكون عن الإلتزام والتدين الذي هو ظاهرهم

أسأل الله أن يثبتك ويجزيك خيرًا وينجينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

صلاح الرومي

لا شك أن حصر العبودية في “السجود فقط” غير صحيح؛ لأن النبي ﷺ نفسه هو الذي كشف لعديّ بن حاتم أن العبودية ليست محصورة في صورة الركوع والسجود، بل هي الطاعة، والانقياد، والتسليم، والخضوع القلبي. لما قال عديّ: «يا رسول الله ما كنا نعبدهم» ردّ عليه ﷺ بقوله: «أليسوا يحرّمون ما أحلّ الله فتحرّمونه، ويحلّون ما حرّم الله فتستحلّونه؟» فقال: بلى. فقال ﷺ: «فتلك عبادتهم».

فجعل ﷺ مجرد الطاعة العمياء في التشريع عبادة، حتى مع عدم وجود سجود ولا ذبح ولا نذر.

فإذا كانت طاعة العلماء والرهبان في تحليل الحرام وتحريم الحلال تُسمّى عبادة—بنصّ النبي ﷺ—فكيف يُستنكر وصف “عبادة القبور” لمن صرف للقبور أعلى صور العبودية: الاستغاثة، النداء، الذبح، النذر، طلب كشف الضر، رجاء الولد والشفاء والرزق منها؟!

هذه أعمال أشدّ من طاعة الأحبار بمراحل؛ لأنها عبودية قلبية وطلب غيبي لا يليق إلا بالله.

فالمشكلة ليست في “اللفظ” وإنما في وصف فعلٍ سماه الشرع عبادة، فالتحذير من هذا ليس تنابزًا بل بيان لحكم شرعي. أما الظلم فهو أن تُطلق الأوصاف جزافًا بلا تثبت، لكن إن وُجدت الأفعال التي سماها الشرع عبادة لغير الله فالتسمية حينها ليست قذفًا، بل تحقيقًا للميزان الذي وضعه النبي ﷺ.

وصف “عبادة القبور” مرتبط بفعل، والفعل ظاهر محسوس، فإن وُجد سُمّي باسمه، وإن لم يوجد لم يُطلق.

النبي ﷺ جعل العبادة = كل خضوعٍ مطلقٍ يُصرف لغير الله، سواء كان قولًا أو طاعة أو خوفًا أو رجاءً أو استعانة أو استغاثة أو تسليمًا تشريعيًا.

والعبودية بهذا المفهوم النبوي هي ميزان التوحيد، ومن ضيّقها ضيّق أصل الدين.