إيراد معلومات غير دقيقة واللعب على وتر الإثارة لا يضر بالشخص فقط ويؤثر على مصداقيته، بل على التيار الذي يمثله أو ينتمي إليه.
لا نحتاج للإثارة ولا لإلصاق تهم ب"جبهة النصرة أو بكتيبة ما أو جهة ما" نختلف معها بالتوجه..تكفينا المصداقية وما بقوم به عناصرها من تجاوزات "ويحدث الكثير"
أما استسهال الصراع الإيديولوجي معها والاكتفاء بترويج معلومات مبالغ بها فنتائجه حتماً لن تكون إلا لصالح الطرف الذي نجعله "بكذبنا" أكثر سطوة مما هو عليه في الواقع..
مناسبة البوست صورة وقصة تروج على الفيسبوك حول تعرض ناشطة من الرقة للجلد وحز السكين على رقبتها من قبل جلادة تنتمي للنصرة..حين تواصلت مع مصادر أخرى من الرقة تبين لي أن المعلومات مبالغ بها جداً ولم تتعرض الصبية لا للجلد ولا للحز..عدت للتواصل معها على الخاص وطلبت منها معلومات تفصيلية لأني مهتمة بالحادثة وأرغب بالكتابة عنها ..اكتفت بالقول بأن ((كل ما لدي قلته ببوست)) وأهملت رسالتي التالية لها
بالنسبة لي كصحفية ماهو مثبت في هذه الحادثة إلى الآن هو أمر استدعائها لمقر جبهة النصرة..فقط لاغير....وهذا أمر برأيي كان يكفي لأن يثير التعاطف معها ومع قضيتها ويوجه الإدانة لهم كما فعلت تماماً أمهات المعتقلين باعتصامهن المميز..كادت الناشطة أن تنجح لولا "البهارات" التي كثيراً ما تفسد الطبخة إن أكثرت منها ست البيت.