مدينة الرقة : دولة ” حاجم بن مهيد ” وبوادر الوعي السياسي

لم تستطع قوات الانتداب الفرنسي دخول قضاءالرقةحتى شهر كانون الثاني من عام /1922/م، وذلك بسبب المقاومة الشعبية التي أبداها أهل المنطقة، بتحريض من الثائررمضان باشا الشلاش، أحد قادة الجيش العربي في حكومة الملكفيصلالعربية، التي تأسست قبل دخول فرنسا إلى سورية.

تكبير الصورة

وكان الأميرحاجم بن مهيد، أحد شيوخ عشيرةالفدعانمنعنزةقد أعلن استقلال قضاءالرقةعن حكومة الانتداب، وشكل جيشاً كان يعرف بـزكرت حاجم، وتصدى للقوات الفرنسية، وأقلق وجودها إلى حين انفض عقد هذه الدولة الوليدة التي تعتبر من أولى بواعث الوعي السياسي في المنطقة.

ترى كيف تشكلّت هذه الدولة الفتية، وما دوافع تأسيسها؟ وما الجهات التي آزرتها وساندتها؟ وللوقوف على أحوال دولةحاجم بن مهيد، التقى موقعeRaqqa بتاريخ (15/1/2010)، الباحث الرقي الأستاذمحمد عبد الحميد الحمد، الذي حدثنا بداية عن التاريخ الذي سبق الانتداب الفرنسي على سورية، قائلاً: «في /15/ أيار، سنة /1916/م دخلت منطقة واديالفراتوالجزيرة، وولايةالموصلفي منطقة النفوذ الفرنسية حسب معاهدةسايكس بيكو، وفي عام /1917/ أعيد قضاءالرقةإلىدير الزور، وفي /30/ أيلول عام /1918/ جاءت طلائع جيش الأمير فيصل مدينةدمشق، وفي /12/ تشرين الأول /1918/ سقطت مدينةحلب، ولم يبق في المدينة حكومة، وصار النهب والسلب، وفي يوم الجمعة /20/ تشرين الأول /1918/ دخلتحلبقوات غزو يرأسهممجحم بن مهيدمنباب النيرب، وقام حوالي /30/ فارساً من فرسان عشيرته بهجوم على سجنحلب، لكي يفكوا أسر المساجين، وتصادموا مع حراس السجن، لكن الحراس تغلبوا عليهم، وتركوا بعض قتلاهم، وكانت الشمس قد مالت إلى الغروب. وفي /26/ تشرين الأول /1918/ وُقعت فيلندنمعاهدةسايكس بيكومن أجل احتلال البلاد العربية». 

ويتابعالحمدفي السياق ذاته، قائلاً: «في أواخر عام /1919/ شُكل قضاءالفراتوالخابور، منالسبخةومعدانوالحسكة، وعُيّن عليهرمضان باشا الشلاشحاكماً عسكرياً، وأرسل الأميرفيصلبن ملك العرب كتاباً إلى مأمور مخابراتالرقةالشيخفيضي الفواز” /1888-1973/ يطلب فيه تقديم مساعدة للحاكمرمضان باشا شلاش“.

وفي سنة /1920/ أصبحتالرقةقائمقامية تابعة لولايةحلب، بناء على المرسوم المؤرخ في /8/ تشرين الأول وتقرر 

تكبير الصورة
الشيخ حاجم بن مهيد

أن تكون تخومحلب“: من الشمال: من سنجقإسكندرونةالمستقل حتىرأس العين“. من الشرق: من نهرالخابورحتى انصبابه في نهرالفرات“. من الجنوب: منالبوكمالحتىتدمرثم الحدود الغربية الشمالية لولايةالشامالعثمانية القديمة، ثم تلتقي بتخوم ولايةدمشق“. من الغرب: البحر الأبيض المتوسط (“اسكندرونةوأنطاكيةواللاذقية“).

عندما وصل الأميرفيصلإلىحلبيوم /19/ نيسان عام /1919/ بعد عودته منباريسالتقى بوجهاء مدينةالرقةوشيوخ العربان، كـحاجم بن مهيد، ومجحم بن مهيد، وحسين الدرويش البوحبال، شيخ الحمرة، ومحمد الهويدي، شيخالعفادلة، ومحمد الفرج السلامة، شيخالولدة، وفي يوم الجمعة /23/ تموز /1919/، جرى احتفال بقدوم الجنرالدي لامونت“. لم يحضره من وجهاءالرقةإلا الشيخمحجم بن مهيد“».

وحول تأسيس دولةحاجم بن مهيدفيالرقة، يقولالحمد“: «في /10/ آب /1920/ أعلنحاجم بن مهيداستقلال قضاءالرقةعن حكومة الانتداب الفرنسي بتحريض منرمضان باشا الشلاش، وبمساندة شيوخالعفادلة، وكانت هذه أول حركة وطنية ذات وعي سياسي عربي إسلامي، ولكن الأستاذعبد القادر عياشله فيها رأي مغاير فهو يرى: “أن الأتراك أرادوا ضرب عشيرةالملّيةالكردية، يقصد أولادإبراهيم باشا، التي ساندت الفرنسيين، والتي تتاخم حدودهم في أعاليالخابوربلدةويران شهر، فاتصلوا بأحد شيوخ عشيرةالولدمنالفدعان، وهوحاجم بن مهيد، فجعلوه حاكماً على قضاءالرقة، وأحاطوه بأشخاص من أبناءالرقةمن صنائعهم بصفة لجنة، وأطمعوه بأن يجعلوه أميراً على منطقة، يحدها شرقاًالخابور، وغرباًجرابلس، وشمالاً الخط الحديدي، وجنوباً بلدةالسخنةالواقعة وسط الطريق بيندير الزوروتدمر، وله مهمتان، الأولى: المحافظة على هذه الحدود حتى لا يستولي عليها أعداء الإسلام والعرب. والثانية: أن لا يناصر العشائرالملّية، التي انضمت إلى الفرنسيين، وأن لا يقبل دخالتهم إذا لجأوا إليه».

ويضيفالحمد، مستذكراً الصراع بين قوات الانتداب ودولةحاجم، قائلاً: 

تكبير الصورة
الرقة في بداية القرن العشرين

«في شباط عام /1921/ أرسل الجنرالديلامونتإلى الشيخحاجم بن مهيدرسولاً كي يلاقيه فيحلب، وأن يتخلى عن مناصرة الأتراك مقابل مئة ألف ليرة ذهبية، وراتباً شهرياً مدى الحياة، لكنحاجمرفض العرض قائلاً: “الفلوس والناموس لا يجتمعان، واستمرحاجمبالمقاومة بالميلشيا التي أطلق عليهازكرت حاجم، وهاجم القوات الفرنسية في منطقةالحصجنوبي شرقيحلب، وأسقط المتطوعجاسم المحمد الحمد الدلليمن عشيرةالبياطرةطائرة فرنسية، وأسر طيارها، وأخذ منه سيفه وبدلته وأهديت إلىحاجم، ولكن قواتحاجمالضعيفة أمام تسليح دولة قوية انهارت وتراجعت إلى ما وراء نهرالفرات، وقد مرَّت القوات الفرنسية بقيادة الكابتنترانجيه، يرافقه الشيخمجحم بن مهيد، الذي قبل بالانتداب الفرنسي، ومضوا إلىدير الزور، ثم هاجمواالرقة، وفي /16/ كانون الثاني /1921/ انفرط عصيانحاجم، بعد تمرد دام /15/ شهراً، وفي /17/ كانون الأول /1921/ توجهحاجمنحو منطقةطوال العبافي أرضالجزيرة، وبعد محاكمة عسكرية أعفي عنه بعد أن وعد أن لا يتعرض لدولة الانتداب، وتوفي فيعين عيسى، شمالالرقةبنحو /50/كم في عام /1927/م، ودفن فيها.

خاب أملحاجموأنصاره فيالرقةبالأتراك بعد معاهدةأنقرةفي /11/ تشرين الأول /1922/، وتم فيها الصلح بين تركيا والحلفاء».

وحول الصراع بين قبيلتيشمروالفدعانلامتلاكالرقة، يقولالحمد“: «ظل الصراع القبلي بين قبيلتيشمروالفدعانمنعنزةمن أجل امتلاكالرقة، ومما رواه الأديب الراحل الدكتورعبد السلام العجيليعن هذه المرحلة: “إن ألوانا من السلوك القبلي، مما كانت تمارسه في باديةالجزيرةالفراتية في قرون الخراب والتصحر، ظلّت حيّة في أول زمن التحضر الجديد. ولا أزال شخصياً أحمل من ذكريات الصبا، مرور غزاة عشيرةشمربـالرقة، ومبيت طليعتهم ليلة واحدة فيها، موزعين كضيوف على دواوين البلدة. كانوا يتأهبون لمنازعةالفدعانوالخرصةمن عشيرةعنزةفي الصباح المقبل، وأذكر أن عقيد غزاة شمر الشيخدهام الهادي، وهو آنذاك في أوج شبابه، كان نزيلاً في مضافة أسرتناالعجيلي، رأيته فيها يشرب القهوة ويتناول طعام العشاء قبل أن ينصرف إلى النوم محاطاً ببعض رجاله.. ثم انطلقوا عند الفجر مدججين بأسلحتهم إلى ساحة المعركة. حدث هذا في منتصف العشرينات، وإذا بي ذات يوم، أجد الشيخدهام الهاديزميلاً لي على مقاعد مجلس النواب السوري فيدمشق“».

المراجع:

1ـتاريخ الأقطار العربية،لوتسكي، ترجمةطارق معصراني، دارالتقدم،موسكو، عام /1971/.

2ـنهر الذهب،كامل الغزي، المطبعة المارونيةحلب، /1926/.

3ـالرقةكبرى المدن الفراتية،عبد القادر عياش،دير الزور” /1969/.

4ـ الثورات والانقلابات،تيسير جيفي، دمشق /1954/.

الإعلانات
Report this ad
الإعلانات
Report this ad

مذبحة عشيرة الولدة وقبيلة الفدعان في مدينة الرقة السورية

سعد الصبر :

بداية أحب أن اتحدث عن قبيلة الفدعان من عنزة ومافعلته من أحداث لا تخفى فهي القبيلة المسيطرة على قضاء الرقة في فترة حكم ابن مهيد (مصوت بالعشا) وهي القبيلة التي اثبتت قوتها في تلك المنطقة ولها احداث كثيرة خاصة مع قبيلة شمر فهولاء هم حمران النواظر شرابة المرير الذين حفروا التاريخ اسمهم في تلك المنطقة ولهم احداث وانتصارات كثيرة على قبائل شمر والموالي والولدة وبني صخر والكثير حيث سطرت لنا قبيلة الفدعان أروع البطولات ..

مذبحة الولدة 3 أغسطس آب 1941

جرت هذه الواقعة التي أطلق عليها محلياً (مذبحة الولدة) وهي حدث تاريخي مشروطة بأسبابها الموضوعية وغياب هذه الأسباب عن عقول الناس جعل الخيال الشعبي يلفها بضبابية وغموض ولإعطاء صورة واضحة لابد من صياغتها ضمن مسارها التاريخي ..

.. أسباب المذبحة ..

-السبب الأول :

ضيق المراعي على عشيرتي العقاقرة والساري بعد صدور قانون العشائر عن المفوض السامي (مسيو بيو) برقم 132 ل.ر تاريخ 4 حزيران 1940م

وجاءت المادة (51) الفقرة (1) تنص “للامتحان الأراضي التي في منطقة جولان العشيرة التي يكون الكالبون منتمون إليها”

استولت قبيلة الولد ( المهيد والشميلات والروس ) على الحويجة المنطقة الواقعة بين نهر الفرات ونهر البليخ ولم يسمح ضنا ماجد للعقاقرة والساري بإنتجاع ديرتهم الواقعة غرب جبل عبدالعزيز وشرق البليخ ..

-السبب الثاني :

تفسخ العلاقات الانسانية داخل قبيلة الفدعان نتيجة لاستحواذ شيوخهم من ( آل مهيد ) على أراضي أملاك الدولة ( مراعي القبيلة سابقا ) وتحويلها الى ملكية خاصة ، بعد أن كانت تستثمر بصورة مشاعية هذا الوضع خلق شعورا ً بتمايز طبقي بينهم مما جعل خلف الحريميس شيخ العقاقرة يطالب بملكية له ولافراد عشيرته ..

* السبب الثالث :

أثناء سقوط حكومة فيشي ، ودخول القوات الانجليزية الى الرقة لمساندة حكومة ديغول ( فرنسا الحرة ) حدث في سوريا ولبنان إضطراب سياسي وإداري (فلة الحكم ) في يوم 5 تموز 1941 م ، أصبح القوي يأكل الضعيف هاجم أهل الريف مدينة الرقة والثكنة ونهبوهما ، وأحرقوا السرايا ( المجع الحكومي ) مما خلق شروطا ً مناسبة لكي تهاجم الفدعان عشيرة الولدة ، مجالهم الحيوي ..

* السبب الرابع : مقتل الشيخ اسماعيل الحاكم المهيد ( 1916-1938 م)

كان مقتل إسماعيل الحاكم المهيد الذريعة التي تمت بها المجزرة ، ولهذاالقتل قصته : كان أفراد قبيلتي ( الولد من الفدعان والولدة ) يعيشون في سلام دائم منذ أكثر من قرن من الزمن الى اليوم العاشر من آذار 1938 م ، عندما خرج نايف بن حوران آل مهيد يجمع ذبائح لبيت الشيخ مقحم بن مهيد ، ثم تلاه بعد أسبوع اسماعيل الحاكم بن مهيد يجمع الذبائح المعتادة لبيت الحاكم فأخبره الرعيان والشوايا من قبيلة الولدة أنهم أعطوها منذ أسبوع ، لبيت المقحم وجرت مشادة كلامية أدت الى قتال بسيط بين اسماعيل الحاكم ورجاله وبين رعيان الولدة، وفجأة سقط اسماعيل الحاكم المهيد من طلق ناري لم يعرف مطلقه ، ويؤكد أحد رواة المهيد وهو خلف اللافي أن الطلقة كانت من الخلف هكذا قتل اسماعيل لان الرعيان كانوا عزل من السلاح وعندما سمع شيخ الولدة حج عبيد الشيخ موسى ( من الناصر ) إطلاق النار جاء للفزع وهجم بالسيف على العبد الناصب مدفع رشاش ( متريوز ) فوق البك آب وترك العبد رشاشه وركب بالسيارة الشفروليه وقد هشمها الحج عبيد (الشيخ موسى الناصر ) بسيفه ، ولحقه الفزع وحمل الولدة قتلاهم وهم يهزجون :

حرشة وعطشانة عريد الشر .. ما تقهرها طواب العسكر

حج عبيد يجلب بيهــــم .. كل ما يضرب ما ياليهــم

الترمبيل فرفح بيهـم .. جابم مترلوز ميســــر

حج عبيد يجلب بيهــم .. بالسيف يصيح الله وأكبر

تعليق : من الواضح من سياق الاهازيج التي يهزجونها الولدة أنها أسلوب شوايا ..

طالب الولد بدية إسماعيل الحاكم المهيد وطالبت الولدة بدية قتلاها العزل ، وأنكرت الولدة قتلها لاسماعيل الحاكم ، وتم الصلح بين الطرفين في بلدة السخنة 1939 م ، والظن الشائع أن اسماعيل الحاكم قتل بطلقة خاطئة أو متعمدة من عبيد الشيخ النوري بن مهيد لان البدو لم تقصد على اسماعيل كما هو الحال عندما قتل زيد بن عمر الجرباء بيد ابن حيوي ( من عشيرة المجادمة ) من الشوايا ، يقول شاعرهم :

يا زيد زادت بلوتـــك .. وش وهن عزمك وش بلاك

ماهي حسايف ظنتي .. لمن ابن محيوي رمــــــــاك

وصار حداء الولدة ذا نبرة عالية بعد مقتل اسماعيل الحاكم المهيد وصاروا يحدون :

اسماعيل ربعك وهموك .. وش جابك علينا ياغبر

عيال الناصر شلقحــوك .. ما هو طرادك بجعبـــر

وقالوا ايضا احد شعرائهم يحدي يتمنى من شيخهم شواخ البريسان الناصر ان يقتل خليل الحاكم المهيد :

شواخ يا عين السبع .. وأن طعتني تذبح خليل

حنا عمامك لا تخـاف .. شيالة الحمل الثقيـــــل

ورد أيضا عليه أحد شعراء الفدعان يذكره بما فعله الشيخ مقحم بن مهيد بهم ويشبه الولدة بالافعى التي قلعت أنيابها :

هذا أبو النوري من قبـل .. شلع نوابي سنونهـا

شويان ليا شبعت عصيد .. واللقسة ما يسلونها

فقال أحد شعراء الولدة أيضا يمدح شيخهم شواخ الناصر :

شواخ وليا ركب الاصيل .. حسه على السرية دوى

حط المسوبع بالبطيــــن .. صوت النجر ذيـب عوى

صارت ظعون الولد تفكر بالانتقام من الولدة ، وأثناء عبورهم نهر الفرات ياكلون مزروعاتهم الصيفية ولكن شواخ الاحمد البرسان من شيوخ الناصر أخذ الاستعداد لهذا فسلح عشيرته بأسلحة حديثة ، وكانوا يحاولون أن يصدون الفدعان ولهم حداء خاص :

شواخ محارب له دولـــة .. والخاين ما يقبل شـوره

دنوا له الحمرا المكحولة .. ما تقهرها طواب العسكر

شواخ اللي يشبه زيــدان .. حامي بلاده من الفدعان

نايف واقف بالميـــــــدان .. يهلي والزلف معطـــــــر

وعندما دخلت القوات الانجليزية عام 1941 م تعرضت لها جموع الولدة ، وجاء ضابط انجليزي الى منطقة الحوايج واشعل مقابل الحويجة التي يعتصم بها شواخ الناصر ، أطار سيارة لاثارة الدخان وارتفع بالون ابيض بالقنابل ولكن القنابل كانت تنزل بالفرات…

وأراد عبيد بن غبين توحيد عناصر الفدعان والهجوم على الولدة واجتمع شيوخ الفدعان وكبارهم ( مقحم بن مهيد والنوري بن مقحم بن مهيد وعبيد بن غبين وخلف الحريميس وفهد الكره وعفات بن قاعد وابو زيدان الهزاع ) ويقال أن معهم فواز الشعلان من شيوخ الرولة في شهر تموز في منزل ( الحاج خليل العاني ) وعرضوا على الشيخ مقحم نيتهم في مهاجمة الولدة فعارضهم ، وتعهد لهم الاتصال بشواخ الاحمد البرسان الناصر ليكف ما يحدث بين الولده والفدعان وذهب الشيخ مقحم الى حلب واتصل بالشيخ محمد الفرج السلامه وبحضور الشيخ محمد الهويدي وطلب منه أن يكف شواخ الناصر عشيرته الولدة عن مايحدث بينها وبين قبيلة الفدعان أثناء العبور من مريبط ثم تابع الشيخ مقحم سيره الى دمشق..

ولكن لم يتخلى الشيوخ وهم شيوخ الفدعان(الولد ، وضنا ماجد) عن مشروع مهاجمة الولدة ، وجاء عبيد بن غبين ومعه الفانوش بن شليتي (وهو الفانوش بن منادي بن مطر بن شليتي بن غبين وهو عارفة المقلدات ) مع جاعتهم ( ضنا كحيل ) وخيموا فوق السلحبية ، ثم جاء النوري بن مقحم بن مهيد ومعه عبده عليان الفرج الى منزل الشيخ ابراهيم العبدالله المشرف ( من الموسى الظاهر ) وأبلغه بنيتهم في غزو الولدة وأن هناك كلمة سر بينهم وهي ( باتسر اباعر النوري يحمضن ) ، علم الفانوش بن شليتي بالامر فجمع من حوله من العربان ورجع نحو الزيدي وتابع عبيد بن غبين مسيره على شاطيء الفرات نحو مريبط وبعد أسبوع جاءت أباعر النوري ، وذبح عليهم الشيخ ابراهيم المشرف ومغر الاباعر بالدم ، ولكن الاباعر أكلت مزروعاتهم الصيفية ، ثكم تابعوا مسيرهم نحو الغرب..

نزل عبيد بن غبين في قرية المسطاحة وخلف الحريميس وقومه في قرية المجيبنة ونزل النوري وفهد الكره ( من وجيه الروس ) في قرية مريبط وكان منزل النوري بن مهيد هو ( بيت الحرب ) امتنعت الجعابات والحويوات والعامر عن نصرة الحمد الناصر لان بعض شيوخ الفدعان كانو مخيمين بي

* تعليقات قبل ذكر المعركة :

هذه القصيدة قالها الشاعر ثاني العنزي قبل المعركة يستحث فيها بعض مشايخ الفدعان على محاربة الولدة وقتلهم :

ياراكب اللي زاهيته الدناديـــــــــش .. حر ٍ على المطلوب عجل المسيــــري

سلم على عفات وخلفت قعيشــــيش .. وسلم على الفانوش مرخي الجريري

وسلم على دحل مع عبيد يا حبيش .. وسولف على مرعيد حكي قصيـــري

ياحربة الفدعان يا أهل المرابــــيش .. على العمد مايثار غير البعيــــــــــري

أن ماركبتم خيلكم وأقبل الجيــــــش .. لا أترك البدوان وأصير ديـــــــــــري

ويقول الشاعر ثاني العنزي وقد عاش في كنف الشيخ النوري بن مهيد ويمدح الشيخ النوري بن مهيد واخويه تركي وجدعان والشيخ عبيد بن غبين ، ويحذر الشيخ شواخ الاحمد البريسان الناصر من مواجهة النوري وأنه ليس ندا ً له :

يابو ثامر لابتك مثل السعيـــــــره .. اشبعوا كل الطيور الحايماتــــــــي

تركي وجدعان لعداهم كسيـــــره .. كم غلام ضيعوه من الحياتـــــــــي

يا شواخ منت للنوري نحيــــــره .. منت للقاة الصيرمي عطب الهواتي

شيخنا اللي كل لولاب يديــــــــره .. مثل ما دار الفلك فرض الصلاتـــي

شوق غطروف تزهى في حريره .. خدها يشبه ضياح الكهرباتـــــــــي

بنت ابن شعلان مافوقه اميـــــره .. يستاهلها هو زبون الوانياتــــــــي

أخوان قطنة صيتهم في كل ديره .. أهل العليا كاسبين الطايلاتــــــــــي

كم هنوف فاختت شوفة عشيــره .. عند عبيد ولابته صدق ثباتــــــــي

والفدعان الى لفوا يوم الجريـــره .. بوروهم لو تكون مزاحماتـــــــــي

وهذهي القصيده قالها الشاعر زعل بن صلهام من الساري من ضنا فريض من الولد يمدح الشيخ خليل بن حاكم المهيد والشيخ النوري بن مقحم المهيد ويخبرهم بأن الولده جامعه جموعهم تريد أن ترى الفعايل :

راكب من عندنا حمرا جليـــــــــل .. هوجا عوصى ما تباري دوم حايل

يعلم الله لا مشت ماله مثيـــــــــل .. الا عنز الريم لاقادات جمايـــــــــل

اركبه يامسندي وانحر خليـــــــل .. ذيب عزبات نصاها بالقوايــــــــــل

هو ذعار الخيل الى كن الذليـــــل .. وقردات حظ من يأتيه عايــــــــــل

للي بوادي الزور ما ذكر له مثيل .. الا النوري من عداله بالمثايـــــــل

قله الولده يا عز الدخيـــــــــــــل .. جامعين جرود يبغون الفعايـــــــل

حرموا النسوان وركوب الاصيل .. غير تفنا جموعنا من دور وايــــل

حاسبين حسابنا الياما نشيـــــــل .. منتسين افعالنا يوم الدبايــــــــــــل

ما نخلي حقنا للي يعيــــــــــــــل .. ومن مشى مع جمعنا عمال طايــل

وأبو ثامر باللقا يرمي القبيــــــل .. لا ركب بالكون خلا الراس طايــــل

مثل هوات البرق بالمزن الثقيــل .. وأن درع بعداه خلا الدم سايــــــل

إن وفينا الدين وأرهينا المكيـــل .. تايه حسابها ضاعت قبايـــــــــــــل

** سير المعركة :

في اليوم الاول ( الثالث من آب 1941 م )

مرّت ظعون العقاقرة من قرب قرية طاوي (للشيخ مبروك السليمان) ودخلت الابل في الذرة الصفراء فنهرها أصحاب الزرع ، فهاجمهم (خلف الحريميس) ومن كان معه من الفدعان وكان القتال رهيب وعلى أشده …

ويروي أحد رجال الناصر وهو عيسى الصلال الناصر: دفنا في اليوم الاول 29 رجلا من الحمد الناصر ورجلين من البو مسرة وأن الفدعان قاتلوا قتال رهيب وذبحوا من عشيرة الولدة الكثير وعلمت سلطات الرقة بالمذبحة ولكن النائب أو (القائمقام) مسلم الحافظ صرّح بأنه لاطاقة له لوقف القتال أو منع قبيلة الفدعان عن ذلك لقوتهم وأن الدولة تهابهم وانتصرت الفدعان في يومها الاول من سير المعركة ….

اليوم الثاني ( الرابع من آب 1941م)

مكان المعركة حول حلاوة ، احتل جمع الناصر القليل العدد ومعهم بعض عشائر الشوايا الاخرى (تلول الحليب) شمال الوداي وحفروا بعض الخنادق قبل المعركة ليحتموا بها وهاجمتهم جموع عشيرة الروس من الفدعان بقيادة فهد الكره والشميلات بقيادة حاكم القصير وفزعوا وقاتلوا قتال المستميت ودخلوا على الولدة في خنادقهم وقتلوا من الناصر شيوخ الولدة 76 رجلا ورجلين من الحويوات أخوة العاجور ، ورجل من العفادلة ( غفان التركان ) وبلغ عدد القتلى من الولدة حوالي 110 رجل ويقال أن هناك إمراتان ألقوا بأنفسهم في النهر ،وقتل من الفدعان 14 رجل و47 فرسا وتم انتصار قبيلة الفدعان انتصار ساحق ودحر عشيرة الولدة بعد هذه المعركة…

وبعد هذه المعركة لم تقم قائمة للولدة وهناك وثيقة سأوردها عبارة عن خطاب مرفوع الى الامير مقحم بن مهيد من قبيلة الولدة وبعض العشائر التي حولها يطلبون بتجديد الولاء للفدعان ونسيان ماحدث وأنهم على ما يأمر به الشيخ مقحم وأنه من بعد هذا الخطاب سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم وأنهم يريدون حقن الدماء وأن يكفوا الحروب التي بينهم..

وهنا بعض القصائد بعد انتصار الفدعان على الولدة من شعراء الفدعان ..

و بعد انتصر الفدعان انتصار ساحق ودحر الولدة قال الشاعر زعل بن صلهام يذكر ماحصل وينثي على بعض شيوخ الفدعان :

ياراكب اللي ما تممل من سراته .. أدهم مطلوب والاته قويــــــــــــه

اركبه ياحمود وهاتولي ثباتــــه .. هات علوم الشيخ واعجل به عليه

سلم على اللي سكن نابي علاته .. أبو النوري سولفوا له بالقضيــــه

له ضديد صار من جملة بناتــه .. وأحمد الله بردناها بضحويـــــــــه

مقدمنا عفات ما دارى بحياتـــه .. مقدم الشجعان وعلومه طريـــــــه

يطعن العدوان يوم الهيج فاتــه .. اليا ما غدا سلاحه ترسيم الحنيـــه

ولا إبن زيدان لا قبت عباتــــــه .. يندب الفدعان مابه مرحميـــــــــه

يوم ابن مبروك ينعنه خواتــــه .. ضرب عيال العود يرمون الشفيــه

يوم ثار الهيج وحنا من تلاتـــه .. والموازر ضربها جلد ابرديــــــــه

شبعت الويوان بمروس فلاتـــه .. يوم ولد اللاش فسقان عليـــــــــه

ويقول الشاعر صعفق ابا سنون من ضنا عربان من الخرصة من ضنا ماجد من الفدعان يثني على الشيخ خليل بن حاكم بن مهيد ويثني على الفدعان :

قال صعفق مايقوله بصيـــــــــــــر .. اسمعوا يافاهمينه بالتمــــــــــــام

التزم له حاضر ما يستعيـــــــــر .. وان حكاله كلمته علىالمــــــــرام

راكب اللي فوقها دل كثــــــــــــــير .. بنت حر كنها روج النعــــــــــــام

كنها اللي يومتعرض للصديـــــــــر .. بنت اصيل ينسري له بالظــــــلام

أركبه يالقرم واقده بالمسيـــــــــــر .. وأن وصلت الشيخ خصه بالسلام

أبو مطشر نعم في زبن القصيــــــر .. نعي له بالحشيمة والكـــــــــــرام

أخو الجازي صلها وقت المغيــــــر .. من صوانيع الضحى بأكبر عـــلام

أخو الجازي مروي السيف الشطير .. لا اختلط حس الفرنجي بالكتاام

وشواخ خلوه بالقرية فقير .. وضنا ماجد شلعوا حتى المقــــــام

يقول الشاعر معيان المزيد العوادي من الفدعان يمدح الشيخ عبيد بن غبين ويذكر فعله :

يالله اني طالبك وقت المغيـــــــب .. يا خلاق الروح وانت اولابها

يا عظيم الشان ما غيرك مجيــب .. يا علام النفس وانت ادرابهــا

المحازم لبسهن يالربع عيـــــــب .. كا احقوق اربوعنا يغدابهــــا

با حلوا ضرب المشوك بالصليب .. في يمان اللي نعز اصحابهــــا

جاك أبو فواز عنا مايغيــــــــــب .. صاحب الديرة يفك اخرابهــــا

يوم ثار الهيج من بطن الشعيب .. سلم اللي باللقا ضربه عطيـــــب .. بشر الجهال مع شيابهــــــــا

يشدي حر طالع الجول الخريـــب .. كانه ضرب صيدته ادمابهـــا

تتعب الخفرات مثله ماتجيــــــــب .. من حرار رابيه يهقابهــــــــا


* حدث طريف أثناء المعركة :

من المواقف الطريفة بعد المعركة كان أحد شعراء الفدعان يدعى صعيقر بن رقاد واشتكى للشيخ خلف أن سبيله أخذه سرد بن قعيشيش ، فأعطاه الشيخ خلف الحريميس قعودا بدلال منه ليكسب صمته ولكنه أبى الا أن يقول :

اشتكي لكم يالمستحيـن .. سبيلي غدا به ســرد

لا شفته يوم الكمين .. ولا لاح لي بالطرد

ولا حضر هوشة ربعنا .. يوم الفشك مثل البرد

وهنا الشاعر غضب لان سبيله لم يحضر المعركة وهذه من المواقف الطريفة التي تحدث …

لاتخلو بعد حدوث المعارك بعض الحزازيات بين الشعراء فنرى كل شخص يمن على الثاني بأن لولا اشتراك جماعته في المعركة لما حدث الانتصار وهو نوع من المحاورات ، أما شيوخ قبيلة الفدعان فهم أغنياء عن التعريف وأفعالهم تسبق أقوالهم ولكن الشعراء دائما يحبون التفاخر وهذا ما حصل بين الشاعر ثاني العنزي والشاعر صعفق ابا سنون الخريصي :

قال الشاعر ثاني العنزي يسند على الشيخ النوري بن مهيد ويذكر انتصاره :

يا راكب طويلة الباعــــي .. ما يمل الكور ركابـــــــــه

حايل من عقب مرباعـــي .. بنت أصيل حافظ ضرابــه

تلفي اللي للفخر ساعـــي .. مقحم شيخ وتتبعه لابــــه

مقحم مثل الليث بتاعـــي .. هو ذرانا اللي انتذرابـــــه

يا أبو ثامر علمكم شاعي .. صرت للشيخان مهزابـــه

بالحرايب كلتم الصاعـــي .. زور طاوي تشهد اخرابه

كم أصيل دمها ثاعــــــي .. من ضفرين ربوعنا صابه

وكم غلام طاح ماياعـــي .. عليه أخته شقت ثيابــــــه

شبعت الغربان واضباعي .. وشبعت الويوان وذيابـــه

وراحت الولده سواعــــي .. مثل الارمل يوم يحكابـــه

ورد الشاعر صعفق ابا سنون الخريصي هذه الابيات رد على الشاعر ثاني العنزي :

يا راكب من فوق مرزاعي .. يم ثاني توصل الجابه

من تعدا الحق ما يطاعـــي .. ومن حكا بالناس يحكابه

كيف ينكر حقنا بساعــــــي .. والحرايب وشي اسبابه

ضنا ماجد لو لهم راعـــــي .. ما يعطون الحق طلابه

لو ماجاك عبيد فزاعـــــــي .. ولا ولدك مابهم ثابه

طير غيمار الى فاعــــــــي .. يشلق الصيد بمخلابه

جوهر الناريز بزاعــــــــي .. هد وكسر راس ضرابه

فرد الشاعر ثاني العنزي على صعفق ابا سنون الخريصي :

راكب اللي لامشى زاعـــــــي .. من مكانه فر دولابــــــــه

توصل اللي يعرف الاسناعـي .. يم صعفق توصل كتابــــه

ليه يا صعفق حقنا ضاعـــــي .. بس عندك ما بنا ثابـــــــه

الولد ربعي خبيثين الاطباعـي .. مانعطي الحق طلابــــــــه

ماهي تخامين وارماعــــــــي .. حنا عماد البيت واطنابـــه

أنشد العقيل والواعــــــــــــي .. حقكم من قيس من جابــه

حنا أخذنا الحق بسراعـــــــي .. على حياض الموت جلابه

كم غلام قبل ماطاعــــــــــــي .. طوعناه وذبحوا اصحابـه

وضنا ماجد عندهم راعــــــي .. كل ذيب يعقب ذيابـــــــــه

حدثيني لازالت الأماكن تذكُرني ؟

سعد الصبر

(( رسمتي حريتك من كف يدي ))

لازالت أماكن اللقاء عالقة في ذهني ، أزقة ضيقة ، شوارع طويلة ، وأرصفة.

جميع الأماكن تعرفني فهل تحدثيني عنها .؟

صغيرتي .. أكتب لك هذه الكلمات ربما تصلك أو لا !

دون اكتراث لا أُبالي ..

يدين صغيرتين باردتين مكبلتين تحت يديَّ , قلب صغير خمنته قياساً بقبضة يدكِ .. أتذكرين ؟

تحت شجرة خضراء على رصيفٌ هادىء ، صحيح أم خانتني الذاكرة ؟

أنا طفلٌ مدلل تعلق بكِ حدً لا أعرفه ولا أستوعبه ، حتى بدى لي الجلوس مع أشخاص في وقت لا يزورني فيه طيفك لايطاق ، لست سوى صاحب عينين أحببتيهما إحتار الناس فيه وأحترت أنا ، لذلك لا أستوعب نفسي.

أنا من دينه الكتب اقرأ الكثير لا يمس شعوري سوى القليل حتى بدأت أحفظ الكثير ، أجيد الكتابة أحياناً وأحياناً لا.

النسناس قوم كالإنس , قديماً كانت العرب تصطاده وتأكله الكثير من الروايات تحدثت عنهم بإنهم قوم يسامرون وبحبون ويتغزلون فأصبح مثال للعرب فأي شخص حاول الكتابة معتزلاً قالوا أتاه النسناس.

صغيرتي .. الناس لديها قبور تزورها وتتبرك بها عكسي أتبرك بليالي سمر جمعتني وإياك ، فأنتي ذلك النسناس الذي يراودني نفسي فيجبرني على الكتابة ، نهوى بخجل تماماً كالذي يكمن بعينيك الناعستين.

“وعدٌ بدأته وسينتهي بأن تكون ذراعي قلادة لك ذات يوم ”

سأبقى إلى أجلٍ مسمى .. أُحِبُكِ

البغدادي في أزقة دمشق..!

سعد الصبر

أن يكون بينك وبين فرع المخابرات الجوية في دمشق عشر دقائق مشياً على الأقدام من ساحة مخفر سوق الحميدية ، إعلم جيداً إن كنت من الرقة سيتم استجوابك ولو عن طريق المزاح فعناصر المخابرات الجوية تملئ سوق الحميدية من كل حدب وصوب ، لا أتذكر جيداً ما كنت ذاهب إليه حتى مررت من أمام المخفر حينها كنت من شاب من أقربائي وزميلي في الجامعة ، أوقفنا حينها أحد العناصر المدججين بالسلاح وطلب مننا إبراز هوياتنا الشخصية مع التأجيل الدراسي حيث لايوجد في هوياتنا مايثبت أننا من الرقة لأن قيدنا مدينة عين عيسى شمال الرقة وهناك أكثر من مدينة في سوريا بهذا الأسم فهناك مدينة في اللاذقية تحمل الأسم ذاته أيضاً ، متحدثاً معنا بلسان ساحلي عنجهي .

من وين ياشباب ؟

نحن : من الرقة ..

خارجاً نص الحديث كانت أخبار الرقة تعصف المدن السورية وذلك بعد قيام داعش بالسيطرة على الثكنات العسكرية الكبيرة التابعة للنظام في الرقة وهي (الفرقة 17 و اللواء 93 ومطار الطبقة العسكري) أن تقول من الرقة هي أنك خطوت خطوة نحو أحد سجون دمشق فالرقة أول محافظة تخرج عن سيطرت حكومة دمشق. الرجوع إلى صياغ الحديث الدائر ..

وين بتدرسوا ؟

نحن : بالجامعة السورية الخاصة هندسة بترول حينها أبرزنا بطاقاتنا الجامعية والتي كانت تشبه البطاقة الشخصية (الهوية) ليست كباقي جامعات سوريا ورقة والجامعة نفسها أحد استثمارات رامي مخلوف ومقرها المؤقت كان مدرسة اللاييك (معهد باسل الأسد) فمن الممكن أنه قد عرفها .

حينها سألنا بالعامية ، كيفو معلمنا البغدادي ؟

في الجامعة كان لدينا دكتور الفيزياء اسمه أحمد البغدادي يُلقب بالبغدادي إشارةً لعائلته لم أكن أظن أبداً أنه يسأل عن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة ظننت أنه يسأل عن هذا الدكتور والذي حملت مادته مرتين رغم أنني أحصل على علامة عالية في العملي لكن ثقل دم هذا الدكتور جعلني أُعيد مادته مرتين ولم أرفعها ، قلت بداخلي ممكن أن يكون هذا قريب للدكتور فأعرض عليه بعض المال لتسريب أسئلة المادة وصديقي صامت يُنصت للحديث.

أجبته : أحلى معلم ياريت كل المعلمين مثله تفاجىء العسكري كيف وضعو ان شاء الله تمام تمام الحمدلله اللي اعرفه انه كويس

رد علي متفاجئاً : ليش شفتو أنت ؟

أجبت الله أكبر يومياً نشوفوا

هو : وين بتشوفوه ؟

أنا : بالجامعة

هو : أنو جامعة ؟

جامعتنا ظن أنني أتحدث معه بسخرية ؟

قال : في عندكن قتل بالرقة عم نسمع أنو تبعين البغدادي بيذبحوا وبيصلخوا .

وقفت صامتاً متحيراً من أمري ھل سيكون هذا اليوم الأخير قلت له أنت طول الوقت تسأل عن البغدادي تبع داعش ؟

رد علي ليش في كم بغدادي عنا ؟ قلت له انت سألتني عن المعلم البغدادي ودكتورنا بالجامعة أسمه البغدادي وأنا أتكلم معك و أجاوبك عن الدكتور لأني لم أذهب إلى الرقة منذ نهاية ٢٠١٤.

رد علي بعنجهية كبيرة : يارجل مع تمديد ضمة الجيم (يارجووووووول) ليش كم بغدادي معلم عندنا ؟

متحدثاً إليه : أكفني شرك يارجل ، الله وكيلك أكلمك عن بغدادي الجامعة بغدادي داعش لا بعمري شفته ولا طبيت الرقة ألا زيارة ومن أخر الـ 2014 ماعتبت رجلي الرقة

قال : والله لو ما شفتك تتكلم على نيتك كان ماشفت الضوء بعد اليوم خوذ هويتك وروووح وأحمد ربك ماالله وقعك بشي واحد غيري. من ذلك اليوم وحتى خروجي من دمشق نحو تركيا لم أدخل من ذلك الطريق ، أحيان تكون نيتك أحد الأبواب التي تجعلك تعيش إلى يومنا هذا.

دخول التطرّف إلى مجتمعنا

سعد الصبر :

في أحد دروس الرياضيات عام ٢٠١٢ في ثانوية أحمد سطام في عين عيسى اشتد نقاش بيني انا وصديقي وبين أستاذ المادة آنذاك مصطفى خالد الحسين الملقب بعدها (أبو حمزة الرياضيات) بسبب حك أقوال حافظ الأسد من على لوحة مثبتة في كاريدور المدرسة وتمزيق صور بشار من أعلى السبورة ، كننا قليل في الصف بسبب استمرار الاشتباكات على حاجز المدينة ، فسألنا جميعاً اي مناهج الدين تتبعون انتم حتى وصلني الدور ، لم أعرف حينها الإجابة بسوى ( خيارين لا ثالث لهما ) (للشافعي أو الحنبلي ) فقلت على عماها “شافعي” ولا أتبع أي منهم أصلي وأصوم كما يفعل عامة الناس فقط ، جاء الدور لصديقي فأجاب بـ سَلّفي .. استغربت من جوابه واستغرب أبو حمزة لانه أيضاً لا يعلم ماهي السلفية ، فقال مصطفى (أبو حمزة ) بالعامية أيش السلفية ؟ رد صديقي : أتبع السلف الصالح وعلماء الأمة ، دار الحديث قرابة النصف ساعة بينهم الطالب يعلم الأستاذ ، كان حينها والد مصطفى من ضمن الأسماء المدرجة في قائمة التشبيح على موقع التنسيقية آنذاك ، كان بشكل يومي يبرر لوالده، انه لا علاقة له بحزب البعث ، حتى قمنا بإزلة اسم والده من على اللائحة ، لاحقاً أبو حمزة أصبح أحد أهم وأخطر قياديي تنظيم داعش ووالذي ينحدر من قرية صكيرو بريف تل ابيض وودع المونديال العام الماضي بغارة جوية أمريكية استهدفته وهو يسير على قدميه امام جامع باسل.

أخيراً اتضح أن من أخطر الأفكار التي تسبب في فشل ثورات الربيع العربي

هي السلفية ومن ركب ركبهم وأصبح التكفير على لسانه وهو لايعرف شيء في هذا الدين السمّح.

لذا أين ماحلت أفكار الجهلة وغلاة الدين حلت المصائب.

الرقة بين زقزقة العصافير وصفير الصواريخ

الرقة بوست – سعد الصبر

‏حيث الرقة التي يتميز أهلها بالبساطة والكرم ، جهزوا أنفسهم قبل أيام لإستقبال شهر رمضان بقلوب بيضاء لا يحملون بغضاً على بشر. لا يملك الناس هناك من المال الا القليل يكتفون بوجبة واحدة على مائدة الافطار ، ليس كما أعتادوا بملء المائدة بأكثر من ثلاثة انواع من الطعام ، والمعروك الساخن المحشو بجوز الهند او الزبيب ، او المحلى بالحليب والسمسم الذي يحبه كافة الشعب ، فهذه السنة قد غاب المعروك وقد غابت اصنافٌ كثيرة من الطعام عن كثير من موائد اهل الخير هناك.

‏ إعتاد الرقاويون أن يكون شهر رمضان شهر المحبة والتفاؤل وشهر اللقاءات والاجتماعات فعلاقاتنا هي رأس مال المكان ، وإعتاد الناس على استقبال بعضهم ، وإمتلاء الاسواق وصلاة التراويح التي لا تجد شخصاً أهملها وغاب عن صفوف المصلين والسباحة في نهر الفرات قبل الافطار. كلها طقوس رمضانيّة اعتاد اهل الرقة الطيبين ان يعيشوها ، فهذا الرمضان لم يدخل كغيره دخل ومعه الموت حيث أصبح المدنيون بين سندان داعش ومطرقة قسد عشرات الغارات ومئات القذائف تتساقط على المدينة ، التي لم يسبق للمدنيين ان عاشوا هذه الإحداث منذ عام ٢٠١٣.

‏ أصبحت السماء تمطر على أهلها الموت. القذائف لا تميز طفل عن أبيه او أمه او أخيه عائلات بإكملها تفطر في الجنة وأخرى تتسحر هناك ، فالمدينة تملؤها رائحة الدم والبارود. لاتزال المدينة تحتضن أكثر من نصف أهلها ، منهم لا يريد الخروج منها ومنهم لا يملك قوت يومه حتى يملك آجرة خروجه الغير آمن. أربعة أيام من الموت بلا ماء او كهرباء. المدينة تستيقظ على زقزقة العصافير وتنام على صفير الصواريخ الآتية مع الرياح الشمالية. يتحدث معي أحدهم واصفاً لي الحال بقوله : “قامت داعش بقصف شمال الرقة بالمدفعية من داخل أحياء المدينة ولا نعلم من أين تنطلق هذه القذائف فما هي إلا لحظات حتى بدأت القذائف والصواريخ تنهمر علينا بشكل عشوائي وكثيف فأصبح الطيران يقصف هنا وهناك ينتقم منّا لا من الفاعل. عائلات بإكملها ، أطفال ونساء ورجال تحت الأنقاض ، دمار في كل مكان كافة الاحياء نالت نصيبها من القصف. عندما نسمع صفيراً في السماء فنعلم أنّ الموت آتٍ . فننام داخل الغرف لا نستطيع النوم خارجها كما هو الحال كل صيف خوفاً من القصف الذي يحمل الموت والحقد”. قبل أن يعود لبيته ختم قوله “سنبقى هنا ولن يصيبنا الا ماكتب الله لنا”.

‏غابت البسمة عن وجوه الرقيين عن غير العادة. عشرات الشهداء دفنوا في حدائق المدينة عند جذرع أشجار السرو. قدمتهم الرقة لرمضان هذا العام قرابيناً لإرضائه فهل يكتفي رمضان بهذا العدد من القرابين ؟ ام أنه استلذ بالفرات الذي يجري بعروق اهل المدينة !!

‏هي الرقة حيث المستقبل المجهول …

الرقة بعد داعش… ھل تنهض من جديد!!

بواسطة : سعد الصبر

عدة صراعات على مدى أربعة أعوام للسيطرة على مدينة الرقة كان آخرها بين تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي فاتورة كبيرة دفع ثمنها اهل المدينة المسالمين…

على مدى السنوات الماضية شهدت مدينة الرقة عدة صراعات بدأت بين نظام الأسد والجيش الحر في عام 2012 وحتى عام 2013 عندما سيطر عليها الجيش السوري الحر ومن ثم انتقلت المدينة لحقبة جديدة من الصراعات بين الفصائل المعارضة وتنظيم داعش انتهت بسيطرة التنظيم على كامل المدينة وريفها

في أواخر عام 2014 عمد تنظيم داعش على توسيع نفوذه في المنطقة حتى بات يسيطر على نصف الأراضي السورية عندها قام التنظيم بحشد قوى كبيرة لمهاجمة الأكراد شمال غرب الرقة علماً ان الاكراد طوال فترة الحرب السورية لم يخرجوا الى خارج مناطقهم ، رغم عدم تواجد كتائب تابعة للمعارضة أو لتنظيم داعش بعد سيطرته على المنطقة كانت أغلب قرى ريف الرقة الشمالي التابعة لمدينة عين عيسى هي خالية من اي تواجد عسكري وبالرغم من سلوك الطريق المؤدي الى قرى الاكراد المحمية من وحدات حماية الشعب غربي عين عيسى ، بعد تحشيد تنظيم داعش قوى لمهاجمتهم لم يستغرق التنظيم سوى أسابيع حتى سيطر على كامل القرى الكردية التابعة لمدينة عين عيسى وتل ابيض ووصل لأطراف مدينة عين العرب “كوباني” ذات الغالبية الكردية ، في صباح يوم الاحد 5 أكتوبر عام 2014 بدأ تنظيم داعش قصفه العنيف على المدينة مما أدى إلى نزوح عشرات آلاف الأكراد إلى تركيا خوفاً من المجازر التي يرتكبها التنظيم بحقهم وسرعان ماأندلعت المعارك ف اصبحت المدينة محور اهتمام العالم ومحوراً لأكبر الصراعات على الساحة السورية ، حينها سيطر تنظيم داعش على غالبية المدينة رغم مساندة طيران التحالف لوحدات الحماية الكردية إلا أنها لم تستطيع صد هجمات التنظيم العنيفة والتي لم تتوقف بها العمليات الإنتحارية في حينها إعتقل التنظيم مئات المدنيين الذين نقلهم إلى مدينة الطبقة والرقة في ذلك الوقت إزداد إهتمام العالم بالمدينة ، تغير الموقف التركي الحذر الذي طالما تردد من فتحه الحدود لقوات من بيشمركة العراق لمؤازرة الأكراد في عين العرب ، أطراف كثيرة اجتمعت لقتال التنظيم داخل المدينة كان أبرزها كتائب من الجيش الحر ووحدات الحماية الكردية وهما الفصيلين السوريين وعدة أطراف إقليمية كقوات التحالف الأجنبية “فرنسية وكندية وبريطانية” واُخرى عربية كالدول “الخليجية” وغيرها من البلدان المجاورة ، حينها استطاعت القوات المؤازرة قلب الطاولة واستعادة المدينة بعد خسارة تنظيم داعش لأكثر من 4000 عنصر أغلبهم من جنسيات غير سوريا ، بعد استعادة وحدات الحماية لغالبية القرى التي خسرتها انسحبت البيشمركة الى شمال العراق وبقيت عدة كتائب من الجيش الحر تقاتل الى جانب الوحدات الكردية وبدعم من طيران التحالف الدولي في ذلك الوقت أُجبر تنظيم داعش على الانسحاب أمام تلك القوات من قرى ومدن كثيرة كان أبرزها مدينتي عين عيسى وتل ابيض كانت خسارة التنظيم للقرى والمدن الحدودية مع تركيا ضربة موجعه بالنسبة له ، حتى تم تشكيل قوى كبيرة تحت مسمى قوات سوريا الديمقراطية والتي تجمع كافة الفصائل المتواجدة تحت حماية التحالف الدولي في كيان واحد وغرفة عمليات واحدة حينها بدأ التنظيم يضعف شيئاً فشيئاً فسرعان ماخسر غالبية الريف الشمالي وانحسر نفوذه في القرى القريبة من مدينة الرقة وكان ابعدها على بعد 30 كم شمالاً في ذلك الوقت هدأت المعارك لمدة أشهر كانت فرصة لتنظيم داعش بشن هجمات إنغماسية على المدن التي خسرها وارتكابه عدة مجازر بحق المدنيين زامن ذلك لجوء التنظيم إلى إستخدام حيل للهجوم إلى النقاط الخلفية لقوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري فقام بتهجير العائلات الكردية من مدينة الرقة إلى مناطق سيطرة الأكراد شمال الرقة هذه كانت إحدى طرقه لإختراق صفوف الأكراد بإرساله عناصر يتكلمون اللغة الكردية فإرتكبوا وقتها واحدة من أكبر المجازر في عين العرب “كوباني” حينها استطاعت وحدات الحماية من قتل وأسر جميع المهاجمين ، لم تمض  إلا أشهر قليلة حتى حشدت قوات سوريا الديمقراطية قوى كبيرة مدعومة بقوات من المارينز الأمريكية لمهاجمة معقل التنظيم الرئيسي في سوريا وهو (الرقة) فكثف التحالف الدولي قصفه على المدينة وإستهدافه لكافة الطرق الرئيسية والجسور ماجعل التنظيم يكثف تواجده داخل المدينة خوفاً من مهاجمتها متناسياً الريف الغربي ماجعل مدينة الطبقة فريسة سهلة على القوات المهاجمة فاستطاعت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي السيطرة على (الطبقة) في غضون شهر ونصف وانحسرت أغلب فلول تنظيم داعش في مدينة الرقة حينها ركز التحالف الدولي على مهاجمة التنظيم في الرقة وبدأت فاتورة الدم تسجل ، بعد أربعة أشهر من دخول القوات المهاجمة الى مدينة الرقة انتهت الحرب بسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المدينة كانت فاتورة هذه الحرب تدمير كافة البنى التحتية من “مدارس ومساجد وكنائس وجسور ومشافي”.

انتهت خلافة البغدادي التي كانت سبب معاناة أغلب شعوب المنطقة وولدت الرقة من جديد ولدت من مخاض الحرب مشوهة لا يعرفها أهلها تنتظر إحياءها من جديد لتعود الرقة درة الفرات ومدينة الرشيد ، فهل انتهت الصراعات عليها أم أن هناك نزاعات جديدة وفاتورة تتجهز بحق المدنيين يتسائل المدنيين بماذا يفكر تجار الدم !!