مع بدء رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي مساء أمس زيارة إلى دمشق تستمر ثلاثة أيام يختتمها الاثنين بمؤتمر صحفي، أبدت دول وازنة في الأمم المتحدة من أميركا اللاتينية ومجموعة البريكس معارضتها منح مقعد سورية في الأمم المتحدة إلى ائتلاف الدوحة، واشترطت لموافقتها على مشروع القرار الذي تقدم به آل ثاني للجمعية العامة عدداً من التعديلات التي تعيد التوازن إلى المشروع.
في الغضون اعتبرت هيئة التنسيق الوطنية بيان مجلس الأمن الدولي الأخير حول سورية «مقدمة لحل سياسي» للأزمة، على حين حذر العثمانيون الجدد مما سموه «انفجاراً مذهبياً كبيراً في المنطقة».
وفي مقر الأمم المتحدة بنيويورك وجه سفراء مجموعة دول أميركا اللاتينية رسالة إلى مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة مشعل حمد آل ثاني اعترضوا فيها على صيغة مشروع القرار المقدم إلى الجمعية العامة بشأن الوضع في سورية.
وذكر الموقع الالكتروني لقناة «الميادين» الفضائية أن «مندوبي كل من الأرجنتين والبيرو والبرازيل والتشيلي والأوروغواي والمكسيك اشترطوا على واضعي المشروع تعديل فقرات رئيسية، تدين انتهاكات المعارضة المسلحة، كما تدين انتهاكات القوات الحكومية».
كما طالبوا بإضافة فقرات تدعو إلى «وقف المزيد من عسكرة النزاع في سورية، وتعديل الفقرات المتعلقة بالعملية الانتقالية السياسية، بحيث تتطابق مع نص «وثيقة جنيف» الصادرة عن مجموعة العمل الخاصة بسورية في 30 حزيران الماضي»، بالإضافة إلى «حذف كل الفقرات التي تلمح إلى الاعتراف بالمعارضة كممثل شرعي للشعب السوري، لأن الكثير من الوفود ليست مستعدة للموافقة على لغة كهذه».
كما أرسلت بعثات من دول مجموعة البريكس وتضم كلاً من الهند وجنوب إفريقية والبرازيل رسالة مماثلة للمندوب القطري تضمنت طلبات متشابهة.
في سياق آخر اعتبر المنسق العام لهيئة التنسيق المعارضة حسن عبد العظيم أن بيان مجلس الأمن الذي صدر الخميس الماضي «مهم جداً (...) ويمثل بداية توافق دولي وإقليمي وعربي حقيقي» لحل الأزمة.
وأكد عبد العظيم في حديث لقناة «العالم» الإخبارية أنه «دون توافق إقليمي ودولي لن يكون أثر لهذا البيان من مجلس الأمن ولن يكون هناك إلزام أو التزام» به.
بدوره هاجم رئيس المكتب الإعلامي في الهيئة منذر خدام على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة في سورية لإصرارها على «إسقاط النظام» بقوة السلاح، مؤكداً أن الحل العسكري، للأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عامين، لن ينجح.
في الأثناء حذر الرئيس التركي عبد اللـه غل في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط نشرت أمس من أن استمرار «الوضع القائم في سورية سيؤدي لوقوع انفجار كبير بعد الاحتقان الذي يحصل حالياً».
وفي القاهرة شدد رئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان أمس على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته لإيجاد الحلول السريعة وعدم «صب الزيت» على النار لعدم إحراق الشعب السوري والدول المحيطة بها.
واشترط الجروان في تصريحات له أمس بمقر الجامعة العربية لشغل «ائتلاف الدوحة» المقعد السوري في البرلمان العربي، تشكيله «سلطة فعلية ممثلة لكل طوائف الشعب السوري».
وإذ أشار إلى أن أعضاء البرلمان ممثلون من برلمانات دولهم، زعم أن «سورية ليس لديها برلمان حتى يمكن أن يكون له تمثيل في البرلمان العربي»، متجاهلاً بذلك مجلس الشعب، الذي انتخب أواسط العام الماضي.