توقعت مصادر مطلعة لـ «الوطن» أن تنتهي عملية تطهير طريق مطار حلب الدولي الذي يمر عبر منطقة الراموسة جنوب حلب في غضون بضعة أيام في انتظار إعلان حي الشيخ سعيد الإستراتيجي الذي يخوض فيه الجيش العربي السوري معارك ضارية منطقة آمنة قريباً.
وتمكنت وحدات الجيش خلال الأيام الماضية من تأمين المسافة التي تفصل الشيخ سعيد عن مطار حلب الدولي إثر فرض سيطرتها على قرى الذهبية وعسان وعزيزة ذات الموقع الحيوي المطل على الأحياء الجنوبية للمدينة، وألحقت خسائر فادحة بالمسلحين وعتادهم في قريتي الدويرينة وجبرين قرب المطار.
وأحرزت الوحدات تقدماً لافتاً في حي الشيخ سعيد (أقصى جنوب المدينة) وباتت تسيطر على جسر المطار فيه وعلى قسمه الجنوبي وأجزاء أخرى ولا تزال تدير وقع المعركة لصالحها على أمل الانتهاء من تطهير الحي خلال وقت قريب يحسم الاشتباكات التي اشتدت وتيرتها خلال اليومين الماضيين.
وعلمت «الوطن» من مصادر أهلية أن تعزيزات جديدة للجيش العربي السوري وصلت إلى المنطقة أخيراً لتسريع عملية الحسم التي ستمتد لاحقاً إلى منطقة الراموسة الصناعية لاستكمال تطهير القسم المتبقي من طريق المطار الدولي ومطار النيرب العسكري المتاخم له.
وببسط الجيش سيطرته على طريق المطار الدولي يغدو بمقدوره فك الحصار عن كليتي المدفعية والتسليح المتاخمتين لمنطقة الراموسة وفتح طريق الإمداد الرئيسي بين غرب حلب وشرقها المفتوح بطريق آمن حتى السلمية في حماة حيث تَرِد قوافل تعزيزات الجيش وإمداداته.
ويعتزم الجيش العربي السوري أيضاً إتمام مهمته بتطهير الطريق الدولي الذي يصل الراموسة بطريق حلب دمشق عند ما يسمى النقطة صفر والذي يلتف حول حي الحمدانية حيث أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية إلى طريق حلب- الرقة الدولي قرب مطار حلب الدولي، وبذلك يؤمن هذه الوصلة الحيوية من الطريق التي أصبحت مصدر قلق ومركز تجمع للمسلحين ومنفذاً لتسللهم إلى حي الحمدانية وضاحية الأسد الآمنتين، ومن شأن ذلك وضع حد لعمليات الكر والفر التي تحدث في حي العامرية الملاصق لمنطقة الراموسة.
ويتخوف المسلحون من عملية واسعة للجيش العربي السوري يجري الإعداد لها لاقتحام الأحياء الجنوبية من حلب بعد الانتهاء من تطهير مطار حلب الدولي لسد طرق إسناد المسلحين من جهة الجنوب بدءاً من حي المرجة الذي يعد امتداداً لحي الشيخ سعيد جغرافياً والذي نفذت فيه وحدات الجيش عمليات خاطفة وصلت فيها مرتين إلى مستديرة الحي وقصمت ظهور المسلحين فيه بضربات نوعية.
وباتت الأيام التي تفصل الجيش العربي السوري عن تحقيق نصر إستراتيجي جديد أياماً معدودة وذلك بعد ظفره بفك الحصار عن معسكري الحامدية ووادي الضيف في معرة النعمان بإدلب المجاورة وتأمين الطريق الذي يصل المعرة بخان شيخون بعد أن حقق نصراً كبيراً شرق حلب بتأمين الطريق الدولي الصحراوي الذي يصل السلمية في حماة بمطار حلب الدولي، ما مهد لتأمين معامل الدفاع ومركز البحوث العملية بالإضافة إلى مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري.
وفي سياق آخر، أصيب طفلان بجروح بسبب سقوط قذيفة هاون أطلقها إرهابيون أمس في حي الجميلية السكني.
وذكر مصدر مسؤول لوكالة الأنباء «سانا» أن القذيفة سقطت في محيط نادي الاتحاد الرياضي في الجميلية ما أدى إلى جرح طفلين وإلحاق أضرار مادية في المكان.