15/04/2013
الوطن

معنويات مسلحي إدلب في الحضيض وعين الجيش على طريق حلب الدولي

تؤكد المعلومات المتقاطعة الموثوقة الواردة من إدلب أن معنويات مسلحيها الذين منوا بخسائر فادحة انهارت تماماً إثر الظفر الإستراتيجي الذي حققه الجيش العربي السوري بفك الحصار على معسكري وادي الضيف والحامدية بريف معرة النعمان وتأمينه جزءاً حيوياً من الطريق الدولي الذي يصل حماة بحلب والذي أصبح الهدف التالي لعمليات الجيش الرامية إلى استكمال تطهيره لكونه خط الإمداد الرئيسي للقوات المسلحة، ما سيقلب موازين القوى والصراع على الأرض ويمهد لطرد المسلحين من حلب.

وشدد متابعون لسير العملية العسكرية التي تنفذها وحدات الجيش في المنطقة لـ«الوطن» على أن إعادة حشد المسلحين لصفوفهم تحت قيادة جديدة من تنظيم القاعدة وإعلانهم بدء معركة جديدة أطلقوا عليها اسم «دحر العدوان من مشارف معرة النعمان» بعد إخفاق معركة «البنيان المرصوص» لن يغير الحال على الأرض «فقرار الجيش العربي السوري اتخذ بفتح الطريق الدولي إلى حلب لتسيير إمداداته وتضييق الخناق على مسلحي حلب عبر أهم منطقة حيوية تقطع خطوط اتصالهم ومعوناتهم نحو الداخل السوري، ولن يمضي وقت طويل حتى يعلن الجيش خان شيخون ومعرة النعمان مدينتين آمنتين وصولاً إلى سراقب ذات الموقع الإستراتيجي المهم لكونها تقع على مفترق طرق تصل حلب بوسط سورية وساحلها، ولذلك فضل غسان هيتو أن تكون أولى محطات زيارته بعيد تعيينه رئيساً لما يسمى الحكومة المؤقتة وكأنه يستشعر الخطر الداهم الملم بالميليشيات المسلحة»، كما يقول أحدهم.
وتابع: «معرة النعمان لا تشكل خطراً مقبلاً أمام عمليات تقدم الجيش لأن معظم سكانها هجرها رفضاً لاحتضان المسلحين ومسألة السيطرة عليها لن تشكل عبئاً كبيراً على وحدات الجيش العازمة على استكمال إنجازاتها، كما أن من شأن تطهير سراقب التي تضم خليطاً غير متجانس من المرتزقة واللصوص يمهد لفك الحصار عن مخيم الشبيبة في قرية النيرب المجاورة على الطريق الدولي الذي يصل سراقب بأريحا المطهرة، وهو الهدف المرتقب والمعلن للجيش، الأمر الذي ييسر طرد المجموعات المسلحة على طول الطريق المؤدي إلى مدينة حلب».
وأوضحت مصادر مقربة من الكتائب والألوية المسلحة التي شاركت بعملية حصار معسكري وادي الضيف والحامدية لـ«الوطن» أن عجز المسلحين عن اقتحام المعسكرين طوال نحو 13 شهراً من عمر المعركة الخائبة أثر في معنوياتهم وجهوزيتهم القتالية بسبب الصمود الأسطوري لعناصر وضباط الجيش المحاصرين، والذين لا يتعدى عددهم 300 عنصر، عدا الخسائر الكبيرة في صفوفهم على الرغم من تزويدهم بأسلحة حديثة ومبالغ مالية ضخمة من داعميهم الإقليميين الذين عولوا كثيراً على السيطرة على المنطقة الحيوية كخطوة لمد نفوذهم إلى باقي أنحاء محافظة إدلب المتاخمة للحدود التركية بمسافة كبيرة بهدف إعلانها منطقة محررة آمنة لكن الرياح جرت وستجري بما لا تشتهيه سفنهم التي ستحترق على يد الجيش العربي السوري بفضل صموده وإصراره على النصر.
وحملت مصادر معارضة الفصائل المنضوية تحت تنظيم القاعدة مثل «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» مسؤولية الهزيمة النكراء التي ألحقت بالمسلحين والتي ستكون لها تداعيات كبيرة سلبية على أدائهم القتالي لاحقاً «لأن فصائل القاعدة سعت إلى فرض نفسها بقوة للإشراف على عملية الحصار وقيادة العملية العسكرية بغية السيطرة على المنطقة الإستراتيجية وراحت تحاسب قادة الكتائب المتحالفة معها وتطلق محاكمها «الشرعية» أحكاماً بالإعدام على المسلحين الذين آثر الكثير منهم الانسحاب من الميدان تحت وطأة ضربات الجيش العربي السوري المتواصلة، الأمر الذي خلق الفرقة والانقسام بين التشكيلات المسلحة التي تبادلت اتهامات التخوين والعمالة فيما بينها وهي الساعية إلى الزعامة لتحظى بأكبر حصة من جوائز الترضية القطرية والسعودية والتركية»، حسب المصادر.
تباشير النصر الإستراتيجي الذي حققه الجيش العربي السوري ستكون لها حتماً مفاعيل كثيرة على الصعيد الميداني أقلها استلام زمام المبادرة لاستكمال الإنجازات العسكرية التي لن تتوقف عند حدود إدلب بل ستتعداها إلى حلب عاصمة الشمال السوري والتي وردت أنباء عن وصول رتلين عسكريين عبر الطريق الصحراوي الذي يصل السلمية بخناصر شرق مطار حلب الدولي لمؤازرة وحدات الجيش المقاتلة في معركة حلب الفاصلة المقبلة فمعركة تطهير الرقة لاحقاً.

تعليقات القراء

 (عدد المشاركات 0)

أضف تعليقك

الاسم (*)

البريد الإلكتروني

النشرة المستمرة

كاريكاتير

تابعنا على الفيسبوك