شن رئيس ما يسمى (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) أحمد معاذ الخطيب هجوماً شديد اللهجة على بعض أعضاء الائتلاف «الانتهازيين والمبتزين» كما أقر بتعرضه لـ«ضغوط غير مباشرة حاولت فرض التبعية» عليه إلا أنه لم يفصح عن هوية الجهات التي مارست عليه تلك الضغوط.
في هذه الأثناء، أعلن الائتلاف عن مساعيه للحصول على مقعد سورية في منظمة التعاون الإسلامي قبل التوجه للأمم المتحدة للحصول على المقعد السوري فيها وذلك بعدما سلب المقعد في الجامعة العربية بمساعدة قطر والسعودية.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة دبي الفضائية انتقد الخطيب بعض المعارضين ضمن الائتلاف دون تسميتهم، وشن هجوماً عنيفاً عليهم وقال: إنهم «يتصرفون بطريقة غير لائقة»، ووصفهم بأنهم «انتهازيون ومبتزون في السياسة والوطنية»، مشيراً إلى أنه «ينأى بنفسه عن المعارك الجانبية» وذلك في دليل جديد على تشرذم قوى الائتلاف واختلاف توجهاتها واستغلال الأزمة السورية لمصالحها الخاصة عوضاً عن السعي لحلها سلمياً بما يصب في مصلحة الشعب السوري ووطنه.
وتأتي مواقف الخطيب هذه بعد يومين فقط على كشف رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في المهجر هيثم منّاع في حوار مع قناة «الميادين» الفضائية أن مسؤولاً فرنسياً يوزع الأموال على معارضين سوريين في شمال سورية، مبيناً أن شخصيات عديدة في المعارضة باتت ترفض الحل لأن استمرار الأزمة يمنحها مورد رزق ورواتب عالية كما أشار إلى وجود فضائح مالية كبيرة تطول شخصيات معارضة.
وأواخر آذار الماضي أعلن الخطيب في بيان له استقالته من الائتلاف وأرجع السبب في ذلك إلى «وصول الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء»، وانتقد الدول الداعمة للمعارضة السورية دون أن يسميها، وتحدث عن رغبة لديها في «ترويض الشعب السوري وحصار ثورته» وفق تعبيره، مضيفاً: حاولت العديد من الجهات الدولية والإقليمية جر المركب السوري إلى طرفها».
وتابع: إن «من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه، ومن يأبَ فله التجويع والحصار».
وحينها أكد مصدر سوري معارض لوكالة الأنباء الفرنسية أن استقالة الخطيب تعكس خلافاً مع «دول تتدخل في شؤون المعارضة وخاصة قطر» وأضاف: «إن لدى الخطيب مآخذ على انتخاب (غسان) هيتو القريب من الإخوان» رئيساً لما يسمى بـ«الحكومة المؤقتة».
وفي مقابلته التلفزيونية مع قناة دبي أشار الخطيب إلى أن الأسباب التي تقف خلف قرار استقالته «تتعلق بأسباب داخلية متصلة بالائتلاف، تضاف إليها أخرى خارجية» وأوضح أن قرار استقالته «سيُبت بها على طاولة الهيئة العامة للائتلاف خلال الأسابيع المقبلة، وفي حال رفضت سيكون المجال مفتوحاً لتقييم الموقف من جديد».
وقال: إن وجه منذ شهر ونصف الشهر رسالة إلى الائتلاف وضع فيها أموراً رآها «ضرورية» لكنه وصل بعدها «في ظل حالة من التباين» إلى درجة «كان من الضروري معها اتخاذ القرار».
وأشار الخطيب إلى أن لديه انتقادات تجاه «إخواننا في الائتلاف»، غير أنه أقر أيضاً أن «بعض المؤتمرات الدولية» ساهمت في دفعه إلى الاستقالة. واستطرد: «نحس بأن التفاهمات الدولية تأتي دائماً على حساب الشعوب المسكينة».
ومع أن الخطيب قال إنه يرفض تدخل أي قوات أجنبية في سورية كما يطالب أعضاء الائتلاف، فإنه دعا الدول التي تتعاطف مع السوريين إلى «مساعدتهم عبر وسائل أكثر إفادة، من بينها، تزويد المناطق المحررة بنظام دفاعي ضد صواريخ النظام» وفق تعبيره.
وفي سياق آخر، أعلن رئيس ما يسمى «المجلس الوطني السوري» المشارك في الائتلاف جورج صبرة أن الائتلاف حصل على وعود فعلية من الدول العربية والإسلامية للحصول على مقعد سورية في منظمة التعاون الإسلامي وذلك عقب سلب الجامعة العربية المقعد السوري وتقديمه للائتلاف في قمة الدوحة أواخر الشهر الماضي في مخالفة فاضحة للأعراف الدولية ومواثيق الجامعة العربية.
واعتبر صبرة أن «حصول الائتلاف على المقعد في منظمة التعاون الإسلامي سيمكنه من كسب تأييد 56 دولة بالمنظمة، قبل الانتقال إلى مسعى الحصول على مقعد في الأمم المتحدة». وقال: إن «أولويتنا الحصول على مقعد سورية في منظمة المؤتمر الإسلامي قبل التوجه للأمم المتحدة».
بدوره، قال الأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ: إن «الائتلاف سيبدأ محاولاته في هذا الاتجاه، للحصول على مقعد سورية لدى المنظمة، وإن الائتلاف كله أمل بأن الدول الأشقاء سينصفون سورية».
إلا أن الناطق الرسمي باسم المنظمة طارق علي بخيت قال إنه «إذا تم تقديم طلب بمنح مقعد سورية لدى المنظمة للائتلاف فإنه سيتم نظر الطلب بواسطة الدول الأعضاء، وإن طبيعة الطلب المقدم سيحدد إذا ما كان من الممكن اتخاذ القرار باجتماع طارئ على مستوى تمثيلي معين للدول الأعضاء أو الانتظار للقمة القادمة» المرتقبة في شباط المقبل.