مؤسسة البريد العامة كغيرها من مؤسسات الدولة التي تعرضت لضغط عمل كبير وصعوبات كثيرة بسبب الأوضاع الراهنة التي على البلاد ولأنها عصب شرياني مهم يربط الدولة ومواطنيها بأقربائهم وأصدقائهم بباقي دول العالم من خلال المراسلات البريدية الظرفية والطرود والحوالات المالية أيضاً، توجهت (الوطن) إلى مؤسسة البريد العامة والتقت بمدير الخدمات البريدية (ناصر الدادا) ليحدثنا عن تأثر مؤسسة البريد بهذه الظروف بعد أن قمنا بجولة على أهم شركات البريد الخاصة.
المشكلة بالتوقيت
من أهم المعوقات التي طرأت على عمل مؤسسة البريد العامة تراجع مستوى السيطرة على موعد تسليم البريد وتوقيته حيث كانت إرساليات البريد بالحالات العادية (قبل الأزمة) تصل بمواعيدها المحددة فقط برنامج نقل جوي ثابت لكل دول العالم والآن بسبب العقوبات الدولية على سورية وتوقف معظم شركات الطيران التي كانت تأتي لسورية والاعتماد فقط على شركة الطيران السورية التي لا تستطيع وحدها القيام بالعبء الكبير وضغط العمل.
معوقات أخرى
لم تقتصر معوقات عمل مؤسسة البريد العامة على عدم وجود شركات طيران ونقل جوي بسورية حالياً كما حدثنا مدير الخدمات البريدية بالمؤسسة وأكد أن الاعتداء على المكاتب البريدية وسيارات نقل البريد سببت تأخير عمليات نقل البريد وتوزيعه بين المكاتب البريدية في المناطق الساخنة ما سبب تراجع الطلب على الخدمات البريدية وتوقفها في هذه المناطق.
إمكانيات متاحة
ولكي تبقى المؤسسة على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها من خدمة المواطنين وتأمين مراسلاتهم البريدية بشكل أو بآخر قامت المؤسسة بوضع خطط طوارئ لعمليات النقل والتنسيق المباشر مع مديريات البريد في المحافظات لتأمين عملية النقل ووصول البريد إلى مورده حسب الإمكانات المتوافرة حيث يتم نقل البريد الخارجي عبر الخطوط الجوية المتاحة حسب جدول الرحلات الذي لا يمكن التكهن بوقته بصورة ثابتة ويتم نقل الطرود براً إلى الدول العربية المجاورة لاستئناف إرساله إلى الخارج عبر الخطوط الجوية الأخرى.
أكد (الدادا) أن التسعيرة القديمة لنقل الطرود البريدية ما زالت نفسها على الرغم من كثرة تكاليف النقل والخسارات الكبيرة التي تعرضت لها المؤسسة وذلك للحفاظ على زبائن المؤسسة الذين خف عددهم بشكل كبير بهذه الأوقات لذلك يوجد الآن العديد من الخطط على طاولة الدراسة للبت بها بالوقت المناسب.
مع الإشارة إلى أن الشركات الخاصة مازالت تمارس عملها بطرق مختلفة وترسل وتستقبل الإرسالات البريدية ولم نتمكن من معرفة تفاصيل آلية العمل لعدم إفصاح مدير أكثر من شركة عن طريقة نقله واستقباله للبضائع بسرعة.
تعويض المواطنين
من الممكن أن تتعرض الطرود البريدية للفقدان أو الضياع أو تغيير وجهة إرسالها ما يسبب خسارة كبيرة بالوقت وربما بقيمة المطرود بكل شركات البريد الجوي بالعالم ولذلك يوجد قواعد وقوانين تضمن حق المواطن وتعويضه بأرقام محددة حسب كل صنف ووزنه إلا بحالات (القوة القاهرة) حسب القانون الدولي واتفاقيات شركات البريد حيث لا يأخذ المواطن تعويضاً عن فقدان بضاعته أو سرقتها أو تخريبها بسبب قوة قاهرة محددة أصنافها وطرقها كالفيضانات والسيول والحروب وغيرها.
شركات داخلية
مازالت الشركات الداخلية للحوالات والطرود البريدية تعمل وفق هذه الظروف الصعبة بطرقها الخاصة وتصل لكل المحافظات تقريباً ولم يسجل إلى الآن أي حالة سرقة أو عدم وصول طرودهم للمحافظة المرسلة إليها كما قال مديرو أهم هذه الشركات لـ«الوطن» ولكن بوجود اختلاف بالتوقيت بوصول الطرود قبل الأزمة والآن لأصحابها وعن إرسال الحوالات المالية مازالت تعمل بشكل جيد نوعاً ما لأنها مركزية والتحويل فوري عبر شبكات الإنترنت والفاكسات والهواتف.