|
مسلح يطلق قذيفة خلال اشتباكات مع القوات السورية في دير الزور في 16 شباط الحالي (ا ف ب)
|
|
|
|
|
|
تدوي أصوات الانفجارات وقذائف الهاون في دير الزور، المدينة الواقعة شرق سوريا التي دمرتها المعارك الضارية الدائرة فيها منذ تسعة أشهر بين القوات السورية والمسلحين، والتي أدت إلى فرار أكثر من ثلثي سكانها.
ويقول المسلح فراس: «هذه هي الحال كل يوم، أحيانا يكون القصف اشد عنفا. لكن الوضع اليوم أكثر هدوءا»، في الوقت الذي يدوي فيه صوت انفجار كل دقيقة. ويضيف فراس، في حي الشيخ ياسين، «قبل الحرب، كان في المدينة نحو 750 ألف نسمة. لكن منذ حزيران 2012 اعتقد أن عددهم أصبح لا يزيد عن 200 ألف».
وفي هذا القطاع حيث ما زال يوجد، كما يقول، نحو 600 شخص، لا يجازف احد بالخروج إلى الشوارع سوى المسلحين. ويوضح أن «سكان المدينة لجأوا إلى الريف المحرر تقريبا، أو هربوا إلى الحدود مع تركيا التي تبعد 300 كيلومتر عن هنا». ويضيف: «لا تسعى سوى قلة صغيرة إلى اللجوء للعراق الذي لا تبعد حدوده سوى 130 كيلومترا من هنا، وذلك لان الحكومة العراقية تدعم نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد».
وخلال تسعة أشهر من المعارك والقصف، قتل 3500 شخص معظمهم من المدنيين، كما يقول محمد وهو مؤسس «المركز الإعلامي للثوار» في هذه المدينة المدمرة التي زادت فيها حدة المواجهات منذ حزيران الماضي.
ويقول المقاتل هيكل إن «الجزء الأكبر من الريف أصبح محررا، لكن قوات النظام ما زالت تسيطر على العديد من أحياء المدينة». ويقول مقاتل ثالث رافعا يديه بعلامة النصر: «مرحبا بكم في دير الزور، في سوريا الحرة». وعلى ضوء القمر تسير سيارة إسعاف بحذر على ضفاف نهر الفرات وقد أطفأت أنوارها خوفا من رصاص القنص.
واتهم احد قادة المسلحين ويدعى طارق الرزاق القوات السورية، المتمركزة على تل مرتفع، «بتدمير مسجد الراوي في حي الشيخ ياسين الذي سقطت قبته الخضراء على احد جوانبها، فيما تحولت كل الأسواق والمنازل المحيطة به إلى أنقاض». ويقول إن «القصف الجوي هو الذي دمر كل شيء»، مشيرا إلى أن «70 في المئة من منازل المدينة أصيبت بشظايا قذائف المدفعية في حين دمرت تلك الواقعة على خطوط الجبهة بنسبة 100 في المئة».
وفي ساحة باسل الأسد، التي غير المسلحون اسمها إلى ساحة الحرية، تتناثر قطع الأنقاض وشظايا الزجاج. وعلى احد خطوط الجبهة الأربعة في المدينة يجلس أبو محمد يتسامر بهدوء مع أم طارق وقد امسك سبحته بين أصابعه. وبصوت واحد يؤكد هذان العجوزان، وهما أخ وأخته: «هنا منزلنا الذي لا ننوي تركه أبدا».
وفي الآتي ابرز التطورات الميدانية في سوريا:
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات: «استولى المسلحون على حاجز على طريق مطار حلب الدولي في إطار حرب المطارات»، فيما ذكرت صحيفة «الوطن» السورية إن الجيش السوري بدأ عملية «تطهير» المنطقة المحيطة بمطاري حلب والنيرب الملاصق له.
وتحدث المرصد عن «اشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري قرب مدينة الباب شرق حلب، وفي محيط مطار منغ العسكري شمال حلب».
وتابع المرصد: «في ريف دمشق، قتل ثمانية عناصر من المخابرات السورية في هجوم على حاجز جنوب النبك، فيما أغار الطيران الحربي على أحياء عدة في مدينة داريا». وأشار إلى «وجود عشرات الجثث في البساتين المحيطة في بلدة الذيابية في منطقة السيدة زينب» جنوب شرق العاصمة التي تشهد اشتباكات.
وذكر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، في بيان: «تشير شهادات العديد من السوريين والأحداث التي تم توثيقها منذ بداية الثورة في سوريا، إلى التورط المباشر لحزب الله الموالي لإيران وقواته في أعمال القتل والإجرام والاعتداء على حرمات السوريين، تحت ستار دعم صمود نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد في وجه المؤامرة التي تستهدفه وضمن هذا السياق تدخله العسكري الأخير في منطقة القصير قرب حمص» الحدودية مع لبنان.
ودان «بشدة الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها عناصر حزب الله على الأراضي السورية، مدفوعة بتصريحات إيرانية تفوح منها رائحة الهيمنة الاستعمارية البغيضة». واعتبر أن «تدخل إيران وتابعها حزب الله في الشؤون السورية وتعديهما السافر على الشعب السوري والسيادة الوطنية أمر لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة أو حجة، ويعتبر خرقاً وانتهاكاً للقوانين والاتفاقات الدولية لا يمكن السكوت عنه». (ا ف ب، ا ب، رويترز)