بعد أن رفضت وزارة التجارة الداخلية طلب مربي الدواجن المتعلق بزيادة سعر صحن البيض إلى 322 ليرة سورية وإبقائه عند سعر 310 ليرة سورية، مقابل 260 ليرة للفروج المذبوح، فإن عدداً منهم رفض التقيد بالنشرة التي رأوها ظالمة ولا تقدر معاناة مربي الدواجن، وأوضح المستشار الفني في اتحاد الغرف الزراعية السورية عبد الرحمن قرنفلة لـ«الوطن» أن عملية تسعير البيض والفروج غير عادلة فوزارة التجارة الداخلية تنظر دوماً لناحية المستهلك على حين في الواقع فإن دعم المستهلك يستوجب دعم المنتج، فالبيض والفروج مواد غير تخزينية لأنها سريعة التلف، والمستهلك لا يرغب فيها إن كانت قديمة، ومن هنا فإن المربي مضطر لبيعها طازجة وخاصة أن أنظمة المداجن لا تسمح له ببناء برادات داخلها، ومن ثم فإن المربين مضطرون لطرح إنتاجهم مباشرة بالسوق.
ورأى بأنه من الطبيعي رفع سعر البيض والفروج في السوق، حيث إن 90% من الأعلاف مستوردة، وهذا الأمر ليس بسورية فحسب وإنما أغلب دول العالم لأن الدول المنتجة لأعلاف الدواجن سواء أكانت ذرة صفراء أم فول الصويا هي أربع دول في العالم وهي تنتج 85% من احتياج العالم من هذه المادة، أضف إلى ذلك فإن مدخلات الإنتاج التي هي عبارة عن أعلاف تشكل نحو 70% من تكاليف الإنتاج بالإضافة للأدوية البيطرية ومستلزمات التدفئة من مازوت وأدوات التعبئة والتغليف والكهرباء وغيرها من الأمور، مشبهاً في هذا الصدد قطاع الدواجن بالصناعة التي فيها مدخلات ومخرجات إنتاج، حيث إن طرفي المعادلة مترابطان، وأي ارتفاع بأسعار مدخلات الإنتاج ينعكس مباشرة على المنتج النهائي.
وأكد أن أسعار الذرة الصفراء ارتفعت منذ بداية عام 2011 وحتى اليوم بنسبة 160%، على حين ارتفعت أسعار فول الصويا 159% وهذا سيكون له إسقاطات مباشرة على الإنتاج، فكيلو الذرة الصفراء كان بنهاية عام 2010 يساوي 11 ليرة، والآن يصل إلى 30 ليرة، بينما كان سعر كيلو الصويا 22 ليرة ويصل الآن إلى 50 ليرة بالإضافة إلى أن إشكاليات النقل تمنع توفر المازوت بالسعر الرسمي وإنما بإضعاف سعره.
وفيما يخص موضوع الإنتاج، أوضح قرنفلة بأن سورية كانت ثاني دولة ضمن الوطن العربي بالصادرات من البيض واللحوم لكنها تراجعت كثيرا، فصادراتها الشهر الماضي من هاتين المادتين تكاد تنعدم، إضافة لخروج محافظات منتجة رئيسية من الإنتاج جزئياً أو كلياً مثل إدلب وحماة ودرعا وريف دمشق وحمص والتي تنتج البيض والفروج معاً ما يعني أن 80% من هاتين المادتين خرج من الإنتاج، وقد توقف مربو (أمات البيض) في عام 2011 عن الاستيراد، فسورية تستورد بالعادة 240 ألفاً من الأمات ولكن هذا انخفض في نهاية 2011 لـ50 ألفاً فقط ما يعني أن الاستيراد انخفض إلى الربع ما أدى لانخفاض الإنتاج. ويؤكد بأن الأسعار المرتفعة في السوق أدت لخسارة عدد كبير من المنتجين الذين يعتبر رأسمالهم بالأساس هشاً، ويخرجون من عملية الإنتاج كلها حينما يخسرون لعدة مرات ولن يكونوا بعدها قادرين على العودة للإنتاج، مطالباً الحكومة بعد خروج أكثر من 60% من الإنتاج من الخط تشجيع المربين من خلال توفير قروض من دون فوائد وتوصيل مادة المازوت بالأسعار الرسمية وخاصة أن هذا القطاع يشغل مليوناً و300 ألف مواطن يؤمنون المادة طازجة، علماً بأن الاستيراد لن يكون بديلاً بسبب جهالة معرفة تاريخ تخزين هاتين المادتين.