السفير
26/01/2013 العدد: 12390
الأرشيف
ثقافة
صوت وصورة
قضايا وأراء
كتّاب السفير
رسم
الصفحة الأخيرة
هذا الأسبوع
زاوية القارىء
مبوب ووفيات
English
26/01/2013
موسكو ترى في خطة الأسد أساساً للحل .. وواشنطن ترفض «الحكومة المؤقتة»
ملـك الأردن يحـذر مـن فـوضـى طالبـانيـة فـي سـوريـا
مسلحون إسلاميون في جسر الشغور في شمال غرب سوريا أمس (أ ف ب)

أعلنت موسكو، أمس، أن الخطة التي تقدم بها الرئيس السوري بشار الأسد قد تكون أساسا جيدا لتسوية الأزمة في سوريا، فيما حذر ملك الأردن عبد الله الثاني من «أفغنة» سوريا، موضحا أن العالم سيضطر للتعامل مع حركة «طالبان جديدة» في سوريا، مشددا على ضرورة الحفاظ على الجيش السوري في أي نظام جديد لتجنب الفوضى التي سادت العراق بعد الغزو الأميركي في العام 2003.
واعترف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن النظام السوري لن يسقط خلال أسابيع، وكشف أن المشاورات الروسية ـ الأميركية حول سوريا، لم تصل بعد إلى نقطة التوافق على تسوية ما. واعترف ديبلوماسي فرنسي بوجود خلافات في الرأي مع الولايات المتحدة حول «الحكومة المؤقتة» التي تعارضها واشنطن، ويبدو الاعتراض الأميركي وازنا في تحديد مستقبل «الائتلاف»، وعلى مسافة كبيرة من الإيقاع الفرنسي. (تفاصيل صفحة ...)
في هذا الوقت، قال ديبلوماسي عربي في نيويورك إن المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «لا يرى خلافا كبيرا بين ما تريده أميركا وروسيا من المنطقة، فكلاهما يخشيان الإسلاميين، لكن روسيا ترى حتى اليوم ضمانتها في حكومة الأسد بسبب الانقسام والفضائح التي تحيط بالمعارضة السورية».
ملك الأردن وتركي الفيصل
قال الملك الأردني عبد الله الثاني، في دافوس، إن من يعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط خلال أسابيع لا يفهم الوضع المعقد وميزان القوى.
وأضاف أن إحدى المشكلات الكبرى هي أن مقاتلي تنظيم «القاعدة» أقاموا قواعد في سوريا العام الماضي وأنهم يحصلون على أموال وعتاد من الخارج. وتابع إن «طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها ستكون في سوريا»، مشيرا إلى أن «القوات الأردنية لا تزال تحارب في أفغانستان مقاتلي طالبان إلى جانب قوات يقودها حلف شمال الأطلسي». وتابع «حتى إذا تحقق السيناريو الأكثر تفاؤلا فإن تخليص سوريا منهم سيستغرق ثلاث سنوات على الأقل بعد سقوط النظام السوري».
وطالب الملك الأردني «القوى الكبرى بوضع خطة واقعية وجامعة للانتقال في سوريا»، موضحا «من الضروري الحفاظ على الجيش ليكون العمود الفقري لأي نظام جديد لتجنب الفوضى التي سادت في العراق» بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 .
وقال رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، في دافوس، «أنا لست عضوا في الحكومة (السعودية)، ولهذا لست مضطرا للتحدث بديبلوماسية. اعتقد أننا نرسل أسلحة، وإذا لم نكن نرسل أسلحة فانه سيكون خطأ مروعا من جانبنا». واعتبر أن تحقيق التكافؤ العسكري بين قوى المعارضة والقوات السورية يجب أن يكون مصحوبا بمبادرات ديبلوماسية، مشيرا إلى أنه بالإمكان اختيار «الأخيار من المعارضة وتزويدهم بهذه الوسائل بما يعزز مصداقيتهم».
موسكو
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في اتصال هاتفي بينهما، عن دعمهما لجهود المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة في سوريا على أساس بيان جنيف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، في مقابلة مع صحيفة «ناشيونال انترست» الأميركية نشرت أمس، عما تنوي موسكو القيام به لحل النزاع السوري، وحول ان العديد من النواب الأميركيين لا يرضيهم رفضها رحيل الأسد، «يجب أن يكون السؤال كالآتي: ماذا يجب أن نفعل جميعا لحل الأزمة السورية، لأن العديد من الدول تقدم شتى أشكال الدعم للمتمردين والمعارضة، الأمر الذي لا يساعد على إيجاد حل قابل للحياة بل على العكس يزيد الوضع في سوريا سوءاً».
وأضاف أن «القيــادة الروسية ترى أنه من الضــروري أن يقوم جميع المتنازعــين، بمن فيهم الرئيس الأسد والمعارضون، بتقــرير مصير سوريا». وتابع «نعتــقد أن الخطة التي اقترحها الرئيــس الأسد تمثل امتدادا لاتفاقات جنيف، وتستطيع أن تشكل أساسا جيدا للمحاولات اللاحقة لحل هذه المشكلة».
الابراهيمي
وفي نيويورك، تقول مصادر مطلعة إن الإبراهيمي سيمدد إقامته إلى ما بعد تقديم مطالعته أمام مجلس الأمن الثلاثاء المقبل، وسيكون له لقاء موسع مع المندوبين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، من دون تحديد موعد لهذا اللقاء.
وفي حديث إلى مراسلة «السفير» في نيويورك سمر نادر نقل ديبلوماسي عربي، كلف من قبل حكومته بتحضير ملف عن الأزمة السورية، بعد لقائه المبعوث الأممي، إن «الإبراهيمي مقتنع تماما برحيل الأسد في يوم من الأيام. واعترف بالخطأ الذي ارتكبه سلفه كوفي انان الذي زار إيران خلال مفاوضاته لحل الأزمة، الأمر الذي جعل الرياض ترفـــض استقباله، ولهذا اكتفى الإبراهيـــمي باتصال هاتفي مع وزير الخــارجية الإيراني علي اكبر صالحــي»، مشيرا الى ان الإبراهيمي يرى أن «الأزمة ليست بين معارضة وموالاة إنما هي أزمة إقليمية ودولية بامتياز».
وأضاف الديبلوماسي «اعترف الإبراهيمي أن أي حل تعرضه الأمم المتحدة وتوافق عليه كافة الدول سيكون مصيره الفشل إذا لم يكن هناك توافق سوري من الداخل وقبول له، ولن يكون هناك حل إلا بقبول كافة الأطراف المتنازعة الجلوس حول طاولة واحدة، والدليل هو مصير خطة النقاط الست وخطة جنيف».
وتابع الديبلوماسي العربي «يفسر الإبراهيمي صلابة الموقف الروسي بسبب مصلحة موسكو الإستراتيجية في الشرق الأوسط وخوفها من سيطرة الإسلاميين على المنطقة، وهي متمسكة بالأسد لهذه الأسباب. وهو يقول: إذا أردنا أن نتعرف إلى الموقف الروسي علينا أن نقرأ تاريخ روسيا بإمعان، وقد قرأت جيدا هذا التاريخ، فوجدت أنها عاشت 400 سنة من الحروب مع الأتراك كانت غنية بالدم والمجازر، لهذا يخشى الروس مجددا سيطرة الأتراك والإسلاميين. وقال الإبراهيمي انه لا يرى خلافا كبيرا بين ما تريده أميركا وروسيا من المنطقة، فكلاهما يخشيان الإسلاميين، لكن روسيا ترى حتى اليوم ضمانتــها في حكــومة الأســد بسبب الانقــسام والفضائح التي تحيط بالمعارضة السورية».
وأعلن الديبلوماسي لـ«السفير» أن «إدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة كانت قد حضرت، نهاية العام الماضي، تركيبة قوات لحفظ السلام استعدادا لإرسالها إلى سوريا، وقوامها 10 آلاف عنصر، منها ألف مسؤول سياسي»، موضحا انه «تم الاتصال بالدول التي غالبا ما تشارك في عمليات حفظ السلام مثل الدنمارك والنروج، فأبدت استعدادها. لكن عملية إرسال هذه القوات تتطلبت قرارا من مجلس الأمن».
وأضاف «عندما عرضت على الدول الخمس الأعضاء لم تبدِ الدول الغربية استعدادا وكانت لها ملاحظاتها، في حين رفضت روسيا الفكرة، قائلة إنها لا تريد زج العسكر في نزاع مسلح كهذا، خاصة ان الأطراف لم تتفق ولو مرة على وقف لإطلاق النار. ويفسر الإبراهيمي سبب رفض مجلس الأمن بأن النزاع في ســوريا هو نزاع مسلح وليس صراعا بين دولتين. ويحلل تاريخيا بأن الــصراعات بين الدول لا تمتد إلى أكثر من ثلاث سنوات، تنتهي بصيغة غالب ومغلوب أو باتفاق سياسي، إنما النزاعات المسلحة تعيش من 6 إلى 8 سنوات ولا أحد يستطيع الفصل فيها، لكن الحكومات هي غالبا المنتصرة».
وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، إن الدعوة التي قدمتها نحو 60 دولة بإحالة الصراع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب تزيد الموقف تعقيدا وتعرقل محاولة البحث عن حل ينهي الأزمة. ودعا إلى رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على بلاده لأنها تمثل عقوبات على الشعب السوري.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)





على الموقع
الأكثر قراءة



جريدة-e

حالة الطقس