يعرف الجميع أن محافظة طرطوس هي المحافظة الأكثر هطلاً لمياه الأمطار في بلدنا وتتجاوز معدلات الهطل في أغلب مناطقها الألف ميلمتر.. لذلك يعتبرها البعض الخزان الأكبر للمياه العذبة في بلدنا.
تحدث البعض في أغلب الوسائل الإعلامية المحلية عن الأضرار التي تسبب بها المنخفض الجوي الأخير.. وتحدث البعض عن الآثار الإيجابية لهذه الأمطار على المحاصيل الزراعية.. ولكن للأسف لم يتحدث أحد ما عن ملايين الأمتار المكعبة من المياه التي ذهبت هدراً إلى البحر.. لم يتحدث أحد حول هذا الموضوع وكأنه حقيقة تقبلها الجميع ولو على مضض.
هكذا بكل بساطة تتكرر هذه المأساة سنوياً والجهات المعنية تقضي وقتها في الدراسات الفنية لإنشاء بعض السدود وتحدثها لاحقاً دون جدوى أو دون خطوة حقيقية على أرض الواقع تحول هذه المأساة إلى نعمة على الجميع.
وقد لا تقدرون أن محافظة طرطوس هذه هي المحافظة التي تضمّ القرى العطشى في جرد القدموس والدولة صرفت مئات الملايين من الليرات لإيصال مياه الشرب إليها.. رغم أن هطل المطر يتجاوز 900 ملم وللأسف ليس فيها أي سد مهما كان صغيراً لتجميع هذه المياه.
هل تصدقون أن محافظة طرطوس ليس فيها سوى 4 سدود واحد كبير نسبياً والبقية سدود تجميعية صغيرة.. واحد منها لا يزال الخلاف حول شاشته مستمراً منذ أكثر من خمس سنوات؟ وسؤال الجهات المعنية كمن يسأل نفسه.. فالقرار ليس هنا بل هو في المركز.. والمركز اكتفى بالدراسات لإنشاء سدود جديدة (كسد حصين البحر وسد الغمقة).
يقال: إن الأحوال الجوية تتكرر كل عشر سنوات وإن الأمطار الغزيرة التي شهدها بلدنا ستتكرر.. عند ذلك نتمنى أن نكون قد أعددنا العدة لاستقبال هذه المياه وتخزينها وعدم السماح لها بالذهاب هدراً إلى البحر.