تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
الخميس 10-1-2013 - رقم العدد 15047
الثورة:     الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً يقضي بإحـــداث المركـــز الوطنـــي لتطوير المناهــــج التربويـــة        وزارتا التربية والتعليم العالي تعلنان تأجيل الامتحانات النصفية في جميع مدارس القطر والامتحانـات الجامعيــة في جامعـة دمشــق لهذا اليــوم        الثورة:     الأمطار الثلجية تعم المناطق الداخلية وأغزر الهطلات في درعا 65 وعين حلاقيم 61 مم        الثورة:     الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً يقضي بإحداث مركز القياس والتقويم التربوي        
طباعةحفظ


من المناورات الإيرانية والروسية الى خطاب الرئيس الأسد: ما هي الاهداف والدلالات؟

صفحة أولى
الخميس 10-1-2013
العميد الدكتور امين محمد حطيط

مع دخول الازمة السورية شهرها الـ 22 شهدت منطقة الشرق الاوسط او ستشهد في اقل من شهر واحد سلسلة من المناورات العسكرية ثم جاء خطاب القاه الرئيس الاسد، ضمنه من المواقف ما تكامل او تقاطع او قطع به الطريق على كثير من مناورات الاصدقاء والخصوم ا

و اللاعبين في المناطق الرمادية فكيف تفهم المناورات وكيف يفهم الخطاب في خضم ما يعصف في البيئة الدولية من رياح؟‏

ونذكر بان ايران فرغت في الاسبوع الماضي من تنفيذ مناورة بحرية هي الاولى من نوعها من حيث طبيعة القوى والمساحة التي تحركت عليها والاسلحة التي استعملت فيها. وفي الاسابيع المقبلة ستنفذ روسيا مناورة وصفتها بانها «منقطعة النظير « من حيث حجم القوى والمساحة التي ستغطيها فضلا عن الاهداف المعلنة لها، كما ان اسرائيل وحلفاءها وبعد مناورات عدة، اسرائيل وهي في غمرة التحضير للانتخابات المبكرة ، اعلنت انها بصدد التحضير لتنفيذ مناورة ضخمة تشارك فيها اكثر من دولة بما فيها تركيا، حيث ستكون مناورة برية - جوية هدفها التحضير لمتغير «تعتقد بوقوعه» انطلاقا من الساحة السورية ويستوجب تدخلا لاستثمار ما قد يحصل لحفظ مصالح الغرب واسرائيل في ضوء المستجد المرتقب.‏

في مواجهة هذا المشهد والحراك العسكري في المنطقة و حولها يكون مبررا طرح تساؤلات من قبيل:‏

- هل ان المنطقة والعالم بصدد التحضير فعليا لمواجهة عسكرية تذكر بالحروب الكبرى؟‏

- وهل ان العالم بالفعل بات يرى في الحرب مخرجا من ازماته ؟‏

- وان لم تكن الحرب هي ما يحضر له فلماذا المناورات اذن و بهذا الحجم وتلك الطبيعة ؟‏

- لاجابة موضوعية وعلمية نرانا ملزمين بالعودة الى القواعد العامة التي تفهم المناروات العسكرية على اساسها، وفيها نجد ان المناورات تنفذ من اجل:‏

- اختبار القوى العسكرية في ادائها وجهوزيتها، وهو اختبار يأتي عادة تكليلا لبرنامج تدريبي، او تكون سنوية دورية من اجل المحافظة على لياقة القوى العسكرية وتنمية مؤهلاتها العملانية وافساح المجال لها من اجل التمرس على التعاون بين الاسلحة في الميدان وتنسيق القدرات والجهود بما يؤمن فرص اعلى للنجاح في تنفيذ المهام العملانية او اللوجستية. اي تكون المناورات جزءا او الجزء الاخير و الاهم من العملية التدريبية الدورية او الظرفية التي تحتاجها الجيوش لحفظ جهوزيتها ورفع قدراتها العسكرية .‏

• « الاظهار و عرض القوة» امام الخصم لاعلامه بمدى الجهوزية التي باتت القوى العسكرية عليها. وهو عرض ترمي به جهة معينة الى رفع سقف هيبتها وتراكم القوة الردعية لديها، وهو امر يلجأ اليه سواء كانت المناورات من جل غايات دفاعية وعندها يؤمل منها ردع الخصم عن الهجوم، او كانت ذات اهداف هجومية فيؤمل منها افهام الخصم بعدم جدوى المواجهة والدفاع ودفعه للانصياع والاستسلام امام الضغوط والاملاءات التي توجه اليه.‏

- جمع اوراق القوة التي تلزم الدولة في عملية تفاوضية تنتظرها او تستعد لها، او تدفع اليها اثر مرحلة من الصراع او للخروج من حالة عدم استقرار وتبدل في البيئة السياسية والاستراتيجية التي تتحرك فيها.‏

- على ضوء هذه القواعد نفهم ما ذكر من مناورات وعلى الوجه التالي:‏

-اولاً بالنسبة لايران:‏

نعلم ان ايران لا زالت عرضة لتهديد مستمر من قبل اسرائيل خاصة والغرب عامة عبر التلويح بعدوان عسكري عليها من اجل «وضع حد لنشاطلاتها النووية السلمية» والتي تعتبرها اميركا خروجا عن قواعد النظام العالمي الذي ارسى بعد الحرب الثانية والتي تحصر التقدم التقني والقوة العسكرية الفاعلة بيد مجموعة المنتصرين في الحرب الثانية. كما ان ايران تتعرض لتهديد استراتيجي جدي من خلال العدوان الغربي على سورية باعتبارها القطب الاوسط في محور المقاومة، وهي ترى ان المس بسورية وبموقعها سيرتد حتما عليها خسارة استراتيجية بالغة، واخيرا نعلم ان ايران تعمل لايجاد مجموعة القوى الدولية الصاعدة المستقلة بعيدا عن الارتهان للقوى العظمى التي احتكرت النفوذ وتتقاسم المغانم على المسرح الدولي، وان ايران ترى ان ما لديها من امكانات وطاقات و قدرات يمكنها من المنافسة لتكون قوة ندية للقوى الدولية الكبرى.‏

وبالتالي وفي قراءة للمناورات الايرانية نجد ان ايران تخطت وللمرة الاولى المألوف من سلوكها العسكري التدريبي على صعيد المناوات في وجوه عدة: فمن حيث المكان، غطت مناوراتها كامل الشواطئ الايرانية و في العمق تخطت المنطقة الاقتصادية الخالصة ووصلت الى البحر العام او ما يسمى اعالي البحار، ومن حيث الاسلحة ادخلت صاروخين فاعلين للعمل ضد الاهداف البحرية يطلقان من اليابسة او سطح الماء ( «قادر» : مداه 200كلم ، و «نور» : مداه 120 كلم ) اضافة الى ارتقاء عام في المجال الالكتروني و الحرب الالكترونية ( وهنا تبرز اهمية الاعلان عن السيطرة على الطائرات الاميركية دون طيار وانزالها الى الارض سالمة للاستعمال). واخيرا يكون الوقوف عند توقيت المناورات حيث انها جاءت في ظل نجاح الجيش العربي السوري في تحقيق انجازات ميدانية هامة الزمت الجماعات المسلحة والقوى الارهابية على التراجع والسقوط في خط انحداري واضح . كل ذلك يؤشر الى ان المناورات الايرانية كانت من اجل:‏

- توجيه رسالة ميدانية الى كل من يهدد ايران، تفهمه بانها تملك من القدرات ما يمكنها من خوض حرب دفاعية ناجحة وان ايران مطمئنة لذلك وبالتالي يكون من مصلحة المهاجم ان لا يتورط في عمل خاسر.‏

- ارسال اشارة واضحة لمن يعنيه الامر بان ايران تملك القدرة على التدخل باكثر من صيغة عسكرية لحماية تحالفاتها الاستراتيجية وانها لن تفرط قيد انملة بما هو قائم لديها من تحلفات وفي طليعتها الحلف الاستراتيجي مع سورية. وهنا تكون الرسالة للمعنيين بان اي تفاوض دولي للخروج من الازمة السورية لن يكون على حساب الشعب السوري ونظامه القائم ولن يكون من غير حضور ايراني فاعل ، وهنا نفهم كيف ان الابراهيمي التقط الرسالة وطرح مباشرة مع انتهاء المناورات « ضم ايران الى مجموعة الخمسة» التي التقت في جنيف للبحث في الازمة السورية.‏

- الدخول الى نادي القوى الدولية. حيث ان دخول البحرية الايرانية الى اعالي البحار مع ما رافقه من اعلان عن استعدادت لتوسيع الانتشار البحري الى ابعد من ذلك هو امر ذو دلالة قاطعة على قرار ايراني بصعود ايران على المسرح الدولي من موقع الدولة الاقليمية الفاعلة، والدخول في نادي الدول الكبرى ذات الامتدادات والتأثير العالمي . ومن المعلوم هنا ان اقتحام اعالي البحار انما هو طرق لباب هذا النادي الذي لا نرى في داخله اكثر من 8 دول عل مساحة المعمورة,‏

- ثانيا بالنسبة لروسيا، ولمناوراتها التي ستشترك فيها اربعة اساطيل، وتغطي اربعة بحار، فاننا نلاحظ ان الاعلان الروسي عنها جاء مترافقا مع عبارة غير مسبوقة في وصف المناورات وهي القول « بـ « منقطعة النظير « للدلالة على اهمية هذه المناورات ثم كان الاعلان عن حجم القوى ومسارها للدلالة على الاهداف المتواخاة منها .‏

واذا عدنا للمبادئ التي تحكم فهم المناورات وخلفيتها، فاننا نجد ان روسيا ليست موضع تهديد عسكري اجنبي جدي من احد حتى تقوم بمناورة دفاعية، ثم انها ليست بصدد التحضير لهجوم ما حتى نقول بان مناورتها هجومية فروسيا ليست في واقعها القائم ذات استراتيجية توسعية او هجومية كما هو حال الحلف الاطلسي لكن وفي المقابل نجد ان روسيا و منذ ايلول 2011، عادت الى الحلبة الدولية من البوابة السورية كلاعب اساسي وخلال اكثر من عام مارست دورها حتى باتت موسكو مركزا اساسيا لحركة السياسات الدولية، خاصة في اخطر مسألة اليوم: الازمة السورية التي بات لروسيا فيها دور هام وموقف يقوم على رفض التدخل العسكري الاجنبي ورفض تسليح الجماعات الارهابية التي احترفت اعمال القتل والتدمير وانتهاكات الحرمات واالمقدسات و اجراء الحوار لحل سلمي .‏

ولهذا ترى روسيا ان مواقفها من الازمة السورية بحاجة الى قوة تحصنها خاصة وان مواكبتها لحركة المواجهات القتالية على الارض السورية ولمواقف الاطرف بشكل عام جعلتها على يقين بان الارهاب لن ينتصر وبان المخرج من الازمة السورية لن يكون الا سلميا و بقناعة الجميع (بات ينادي به حتى من سلح الارهاب وموله واحتضنه امثال تركيا و السعودية وقطر )، لكل ذلك تقوم روسيا بهذه المناورات من اجل:‏

- تحصين موقعها الدولي المستعاد وصيانته بعد ان تعطل لعقدين من الزمن، وها هو يعود اليها و تعود اليه وهو بحاجة الى الهيبة العسكري التي تحميه، و ليس كمثل المناورات « المنقطعة النظير « طريقاً لتثبيت هذا الموقع و حمايته .‏

2) تحشيد اوراق القوة قبل الدخول في التفاوض الجاد للخروج من الازمة السورية التي باتت في مراحلها الميدانية الاخيرة بعد ان قهر الجيش العربي السوري جماعات الارهاب، وفتح الطريق لمن يواكب الشأن للدخول في حوار او تفاوض جدي لحل سلمي مقبول.‏

وعلى هذا نجد ان مناورات ايران وروسيا تتقاطع عند امرين يجعلانهما في تماثل وتجانس: الاول له علاقة بالموقع على الخريطة الجيوستراتيجية في نظام عالمي قيد التشكل، والثاني له علاقة بالازمة السورية ويتضمن القول بان «حليفتنا سورية انتصرت وان انتصارها بحاجة الى حماية على طاولة التفاوض وان المناورات جزء من هذه الحماية « وفي هذه النقطة بالذات تتقاطع المناورات في دلالاتها مع خطاب الرئيس الاسد الخطاب الذي رأيناه بمثابة اعلان النصر الاتي يقيناً .‏

اما القول او التكهن بان المناورات هي نذر حرب او مواجهة عسكرية دولية او اي شيء من هذا القبيل .. فاننا لا نرى له محلا في هذا المجال و بالتالي لا نرى في الافق حرباً اقليمية ولا حربا عالمية ولا استعدادات لها بل فقط صيانة لمواقع دولية مستجدة وتحضير لتكريس انتصار سورية ومحورها وتحالفاتها انتصاراً ادى الى رسم معالم المخرج الحقيقي من الازمة السورية وفقا لما حدده الرئيس الاسد بالثوابت الثلاثة:‏

-القرار في سورية لشعبها وسيادته لا تمس وهو يقرر نظامه ويختار حكامه.‏

• سورية ثابتة في موقعها الاستراتيجي وهي الركن في محور المقاومة ومتمسكة بالحقوق الوطنية والقومية.‏

• لا تسليم ولا تهاون امام اي عدوان وارهاب بل حرب لا هوادة فيها، ولا دور للخارج الا في المساعدة في هذه الحرب لتقصير امدها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  الخميس 10-1-2013 -  رقم العدد 15047

 

علي قاسم
أحمد عرابي بعاج
مصطفى المقداد
ديب علي حسن
هيثم يحيى محمد
قاسم البريدي
علي جديد
وفاء صبيح
حسن حسن‏
هناء ديب
مريم ابراهيم
ناصر منذر
شهناز صبحي فاكوش
لينا كيلاني
العميد الدكتور امين محمد حطيط

دمشق

الطقس في دمشق

حلب

الطقس في حلب

اللاذقية

الطقس في اللاذقية

دير الزور

الطقس في دير الزور

تدمر

الطقس في تدمر

 
 

الافتتاحيات 2004

المقالات 2004

 

الأعداد السابقة

اليوم الشهر السنة

 

E - mail: admin@thawra.com

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية