انخفض الدولار بمقدار 6 ليرات سورية حتى يوم أمس السبت، بعد أن تجاوز إلى ما يقارب 100 ليرة سورية قبل هذا الانخفاض ببضعة أيام، وعلى الرغم من أن السعر الأكثر رواجاً خلال الأيام القليلة الماضية كان 98-98.5 ليرات سورية، الثاني للمبيع والأول للشراء، إلا أن البضائع والسلع والمنتجات في الأسواق السورية، كانت تسعر على أساس 100 ليرة للدولار!!.
وبحسب مصدر مصرفي رسمي فضل عدم الكشف عن اسمه صحفياً، فإن انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء، قد يعود إلى تدخل مصرف سورية المركزي إيجابياً في أسواق الصرف، مذكراً في الوقت نفسه ما سبق للمصرف المركزي أن أعلن عنه منذ نحو سبعة أيام، أي عن سلسلة من الإجراءات يتخذها، والتي سيكون من شأنها تخفيض سعر صرف الدولار على مراحل حتى يعود إلى مستويات طبيعية ومقبولة في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد منذ نحو 20 شهراً، على الرغم من أن مصرف سورية المركزي لم يقبل يومها تحديد تفاصيل هذه الإجراءات وميعادها والفترة التي ستستغرقها هذه الإجراءات حتى يعود سعر الصرف إلى مستويات مقبولة.
ويضيف المصدر المصرفي أن انخفاض سعر صرف الدولار يعود –حسب اعتقاده- إلى تدخل مصرف سورية المركزي، وبيعه كميات من القطع الأجنبي في السوق السوداء، وبسعر يقل بمعدل 10% عن سعر السوق، مع الأخذ بعين الاعتبار أن انخفاض سعر صرف الدولار يشير إلى أن هذا السعر التدخلي اعتمد في إحداث فارق على عاملين اثنين: أولهما السرية في التدخل بالبيع حتى لا تكون القوى الفاعلة والمضاربة في السوق السوداء متحضرة لعمليات البيع، بغية الاستحواذ عليها وشرائها عبر وسطاء يكلفون أفراداً عديدين بشراء القطع الأجنبي، وبالتالي امتصاص الصدمة التي يحدثها التدخل في السوق السوداء.
وثاني هذه العوامل –وفقاً للمصدر المصرفي- فهي كون السعر التدخلي مؤثراً وليس متأثراً، فاعلاً وليس منفعلاً، بمعنى أن معرفة السعر الذي حددته القوى المضاربة في السوق السوداء وتخفيضه بمقدار 10% خلال عملية البيع التدخلي، تجعل من السعر التدخلي منفعلاً وليس فاعلاً، لأن السوق هي من حددت السعر أولاً، والتدخل الإيجابي اعتمد سعرها وباع بسعر يقل بمقدار معين عنه، أما طرح الدولار تدخلياً بسعر تحدده الجهات المتدخلة مباشرة، فيعني أنه سعر مؤثر وليس متأثر، لأن الجهات المتدخلة باعت بالسعر الذي وجدت أنه الأنسب، وبات على السوق السوداء ومضاربيها التعامل معه.
ويشير المصدر المصرفي إلى أن الأخبار المتناقلة حول هذه المسألة، تشير إلى أن انخفاض سعر الدولار لن يتوقف خلال المرحلة الحالية، بل ستستمر الجهات التدخلية في بيعها للقطع الأجنبي، ما أفرز توقعات بانخفاضات لاحقة توصل الدولار إلى مستوى يتراوح بين 75 إلى 77 ليرة سورية للدولار الواحد، أسوة بما شهدته أسواق بيع الدولار خلال الأشهر الماضية يوم حذر مصرف سورية المركزي المضاربين من مغبة الاستمرار في رفع الأسعار لتحقيق الأرباح على حساب الاقتصاد الوطني، ولكن الأسعار استمرت بالارتفاع ووصل الدولار يومها في السوق السوداء إلى 109 ليرات سورية، ولكن المركزي تدخل لينخفض السعر في اليوم الأول بمقدار 18 ليرة سورية ليصل إلى 91 ليرة، وخلال ثلاثة أيام انخفض السعر بمقدار 16 ليرة ليصل إلى 75 ليرة سورية للدولار الواحد.
ويضيف المصدر المصرفي إلى أن بوادر هذا الانخفاض كانت واضحة على مسافة 350 كيلو متراً من دمشق، في حلب التي انخفض فيها سعر صرف الدولار إلى 91 ليرة قبل دمشق بأيام، يوم كان سعر الدولار في العاصمة 98.5 ليرة سورية للمبيع، وبادر الكثير من تجار العملة في حلب إلى بيع مخزونهم من الدولار، تفادياً لانخفاضات أكبر في سعره.
الصاغة: 2013 عام الذهب بامتياز
شركات صرافة: عرض الدولار كبير في حلب والسعر قد يكسر حاجز الـ 90 ليرة نهاية الأسبوع
| حسان هاشم
أكد مصدر مسؤول في إحدى شركات الصرافة في مدينة حلب وصول سعر الدولار في السوق السوداء أمس إلى 92 ليرة للشراء و93 للمبيع ووصف حركة التداول في السوداء بالراكدة إلى درجة كبيرة.
وأشار المصدر في تصريح لـ«الوطن» إلى أن عرض الدولار المتداول في السوق كبير جداً الأمر الذي خفض قيمة دولار السوداء بشكل ملحوظ عن حاجز 100 الليرة التي وصل إليها قبل أيام.
وحدد مصرف سورية المركزي سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية أمس ولليوم الثاني على التوالي شراء بـ77.13 ليرة للشراء و77.60 ليرة للمبيع.
ووفقاً لنشرة أسعار صرف العملات الأجنبية الصادرة عن المركزي فقد حدد سعر صرف اليورو أمس شراء بـ101.89 ليرة والمبيع بـ102.61 ليرة.
كما حدد المركزي أسعار صرف العملات الأجنبية للتعامل مع المصارف ومؤسسات الصرافة المرخصة لأغراض التدخل وسعر صرف الدولار مقابل الليرة بـ77.13 ليرة شراء و77.60 ليرة للمبيع على حين حدد سعر صرف اليورو مقابل الليرة بـ101.89 شراء و102.61 للمبيع.
وحول عرض الدولار الكبير في حلب تحدث المصدر عن انخفاض الودائع بالليرة السورية في المصارف الخاصة، إضافة إلى ضعف العمليات في المصرف المركزي بسبب الانقطاع المطول للتيار الكهربائي عن مبنى المصرف، وهو ما يؤدي إلى توقف العمليات المصرفية فيه ساعات عديدة.
وأوضح المصدر أن البنوك الخاصة لم تعد تضع الكثير من الليرة السورية في فروعها بسبب الظروف ويقتصر الأمر تقريباً على المصرف المركزي في حلب.
وأكد المصدر أن زيادة العرض في الدولار أدت إلى خفض قيمته متوقعاً أن تصل قيمته تحت حاجز 90 ليرة مع نهاية الأسبوع الحالي.
وحول المضاربة على اليورو التي شهدتها السوق السوداء نهاية الأسبوع الماضي أكد المصدر قيام البعض بالحصول على اليورو من المصرف المركزي ليجنوا أرباح تتراوح بين 6 أو 7 ليرات لليورو الواحد.
وفي سياق متصل لامس سعر غرام الذهب في السوق السورية أمس مبلغ 4250 ليرة سورية من عيار 21 قيراطاً.
وقال رئيس جمعية الصاغة جورج صارجي لـ«الوطن»: إن سوق الذهب المحلية كانت تشهد بيع نحو 150 كيلو غرام ذهباً يومياً وذلك خلال السنوات السابقة للأزمة التي تعيشها سورية حالياً ليقتصر الأمر في يومنا بما لا يزيد على 5 كيلوغرامات، وبينما كان الذهب زينة وخزينة تحول اليوم مع الأزمة إلى زينة وتقوم الناس بشرائه لتخزينه.
وتحدث صارجي عن الأزمة المالية التي تنتظر الولايات المتحدة الأميركية مع اقتراب موعد إعلانها عن سداد الدين العام ما سيوقعها في أزمة جديدة بعد الإعلان عن إفلاسات جديدة للبنوك وصناديق الاستثمار في ذلك البلد وهو ما سينعكس على الاقتصاد العالمي برمته.
وبيّن أن هذه الأزمة ستؤدي إلى ارتفاعات مهمة في الذهب على حساب الأزمة التي يمر بها الدولار وسيصبح الاعتماد على الدولار أكثر، أي إن الأونصة مرشحة للارتفاع نحو 200 دولار على الأقل قريباً.
وعن السوق المحلية أكد صارجي وجود احتمال كبير لهبوط الدولار في السوق السوداء ليلامس سعر 75 ليرة للدولار الواحد وسيساعد في ذلك المناعة التي تمتلكها الليرة السورية مقارنة بغيرها من العملات التي شهدت دولها اضطرابات من هذا النوع الذي نعيشه حالياً.
وتحدث صارجي عن الطبقة المتوسطة في سورية التي لجأت إلى شراء الذهب خلال الأزمة وهو ما سيصب في مصلحتها ومصلحة الاقتصاد السوري على حد سواء على حين قام الكثيرون أيضاً باستبدال الليرة السورية بالدولار، الأمر الذي عرض الكثير منهم إلى مخاطر الحصول على دولار مزور وهو الأمر الذي حصل مع الكثيرين.
وأكد صارجي أن عام 2103 سيكون عام الذهب عالمياً بامتياز وخصوصاً مع الأزمات المالية والاقتصادية التي تمر وستمر بالعالم قريباً.
وقال: يكتنز الشعب السوري من الذهب أكثر مما هو لدى الحكومة وأنا متأكد تماماً أن كميته حالياً أكثر من 300 طن ذهباً.