بينما تصاعدت حدة الاشتباكات في مخيم اليرموك بين المجموعات المسلحة واللجان الشعبية الفلسطينية، واصل الجيش العربي السوري ملاحقة المسلحين في بلدة داريا ودمرت وحداته أوكاراً لهم في ريف إدلب، محققاً في الوقت نفسه مكاسب هامة في أجزاء من حلب القديمة
ما عزز مواقعه في أكثر المناطق سخونة وصعوبة لجهة طبيعتها الإنشائية وقيمتها التراثية الإنسانية.
وحسب مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن»، فقد تصاعدت حدة الاشتباكات ليل الثلاثاء الأربعاء في مخيم اليرموك بدمشق، بين مجموعات مسلحة واللجان الشعبية الفلسطينية، وتواصلت على مدار نهار أمس.
وناشد الناطق باسم الهيئة الوطنية الأهلية الفلسطينية لمخيم اليرموك الأطراف كافة بتسهيل إدخال المواد التموينية للمخيم، بما يمهد لعودة السكان وتوفير شروط وعناصر الاستقرار، وأكد الناطق في تصريح مكتوب تلقت «الوطن» نسخة منه أن عودة المهجرين تزداد يوماً بعد يوم في ظل رغبة وإرادة جماعية برفض الهجرة والتهجير.
في الغضون، ذكرت وكالة الأنباء «سانا» أن وحدات من الجيش اشتبكت مع فلول من الإرهابيين خلال عملياتها أمس قرب مبنى البلدية في مدينة داريا بريف دمشق وقضت على العديد منهم.
وفي حلب، حققت وحدات الجيش العربي السوري مكاسب هامة في أجزاء من المدينة القديمة حيث ما زالت عمليات التوغل في حيي البياضة، الواقع في محيط قلعة حلب، وباب الحديد، جارية على قدم وساق. وتمكنت الوحدات من الوصول إلى باب الأحمر، وإلى مقربة من مستديرة باب الحديد الإستراتيجية من بعض المحاور المؤدية إليها على الرغم من المقاومة العنيفة التي يبديها المسلحون المتحصنون في البيوت العربية التقليدية وفي المباني والأوابد الأثرية التي شوهوا معالمها وخربوا العديد منها.
ولم يُسجل في مدينة حماة طوال نهار أمس أي خرق أمني، ولم يُسمَعْ في أحيائها أي دوي انفجار عبوة ناسفة أو أزيز رشقات نارية، بل كانت الحياة فيها طبيعية بشكل عام، على العكس من ريفيها الشمالي والغربي اللذين شهدا اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش وحفظ النظام من جهة، ومسلحي جبهة النصرة من جهة أخرى، الذين حاولوا بسط سيطرتهم على بلدة مورك مجدداً، وعلى محطة محردة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية، بعد تسللهم إلى مساكن العمال فيها، وضرب خطوط التوتر العالي فيها ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي انقطاعاً كاملاً عن مدن المحافظة ومناطقها.