لم يُسجل في مدينة حماة طوال نهار أمس أي خرق أمني، ولم يُسمَعْ في أحيائها أي دوي انفجار عبوة ناسفة أو أزيز رشقات نارية، بل كانت الحياة فيها طبيعية بشكل عام، على العكس من ريفيها الشمالي والغربي اللذين شهدا اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش وحفظ النظام من جهة، ومسلحي جبهة النصرة من جهة أخرى، الذين حاولوا بسط سيطرتهم على بلدة مورك مجدداً
وعلى محطة محردة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية، بعد تسللهم إلى مساكن العمال فيها، وضرب خطوط التوتر العالي فيها 230 كيلوفولت المغذية للمحافظة ولبعض من حلب، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي انقطاعاً كاملاً عن مدن المحافظة ومناطقها حتى ساعة إعداد هذه المادة.
وليل أول من أمس أطلقت مجموعة مسلحة تركب سيارة كيا ريو، النار على حاجز لحفظ النظام متمركز بأبراج حمزة على طريق حلب.
كما فككت وحدة هندسية من الجيش عبوة ناسفة، كانت قد زرعتها مجموعة مسلحة بين دواري كازو ومحردة، لاستهداف دوريات حفظ النظام والجيش، والسيارات المدنية العابرة من المنطقة.
وأكد مصدر رسمي لـ«الوطن» أن مجموعات مسلحة تنضوي تحت لواء ما يسمى «جبهة النصرة»، تسللت منذ الصباح الباكر، إلى محطة محردة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية، في محاولة لتخريبها، حيث ضربت عدة خطوط توتر عال، تغذي المحافظة وحلب بالطاقة الكهربائية، ما أدى إلى تضرر تلك الخطوط وانقطاع الكهرباء انقطاعا تاماً عن حماة ومناطقها وبعض مناطق حلب.
وقال المصدر: «لقد تصدت وحدات من الجيش والجهات المختصة، لهذه المجموعات المسلحة بشتى صنوف الأسلحة الحربية الخفيفة والمتوسطة».
كما اشتبكت وحدات من الجيش والجهات المختصة -يقول المصدر ذاته- مع مجموعات مسلحة، كانت قد تحصَّنت في بلدة مورك بعد تهجير أهلها من منازلهم عنوة.
ولم يتسنَّ لـ«الوطن» الحصول على معلومات نهائية عن حصيلة الاشتباكات ونتائجها، لعدم انتهائها حتى ساعة إعداد هذه المادة أيضاً.
من جهة ثانية، بحثت لجنة احتياجات الأسر المهجرة في محافظة حماة، برئاسة المحافظ أنس ناعم واقع احتياجات الأسر المهجرة في جميع مناطق المحافظة، والبالغ عددها 60 ألف أسرة.
واستعرضت اللجنة آلية تقديم المساعدات لجميع الأسر، التي تم إيواء قسم منها في 12 مركز إيواء على مستوى المحافظة، والباقي موزعة في أحياء حماة وأريافها والتي تتولاها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وسائر الجمعيات الخيرية الأهلية، حيث تحتاج الأسر التي تقطن في أحياء حماة وفي مدن المحافظة الأخرى وقراها، إلى 6000 سلة غذائية بشكل أسبوعي و45000 سلة غذائية صحية تشمل أدوية وأغذية أطفال ومواد إسعافات أولية ومضادات التهاب وذلك بشكل شهري.
كما استعرضت اللجنة المساعدات المقدمة للمهجرين خلال العام والتي شملت 245 ألف سلة غذائية و27 ألف سلة صحية و151 ألف بطانية و14500 سلة مطبخ، تحوي معدات طبخ، إضافة إلى 400 فرشة، إضافة إلى تقديم المازوت والغاز بما يفي باحتياجات هذه الأسر.
وأكد المحافظ أنه يتم حالياً تجهيز 4 مراكز إيواء جديدة إضافية عائدة لمديرية صحة حماة، وفندقاً بسعة 82 سريراً في معمل الإطارات بلغت كلفة إعادة تأهيله 4 ملايين ل.س، لافتاً إلى أن الاحتياج الأساسي من المواد التموينية والمشتقات النفطية للأسر المهجرة يبلغ نحو12 مليون ليتر بمعدل 200 ليتر لكل أسرة و60 ألف أسطوانة غاز بمعدل أسطوانة لكل أسرة وكذلك 18 ألف فرشة و18 ألف بطانية.
وقد تم الإيعاز للمكتب الإداري للاتحاد النسائي بزيارة مراكز الإيواء وعقد ندوات ولقاءات مع الأسر، بغرض نشر الوعي الصحي والممارسات والإجراءات الواجب اتخاذها من النساء والأمهات، والتركيز على قضايا النظافة الشخصية لأبنائهن بما يحافظ على صحتهم وسلامتهم من الإصابة بعدوى الأمراض المعدية.