يميل الوضع الأمني في مدينة حماة عموماً إلى الفتور بالنهار، ويشتد إلى درجة السخونة في الليل، حيث يسمع الحمويون دوي انفجارات وقذائف، وأزيز رشقات نارية كثيفة، رغم تحصنهم في ممرات وحمَّامات شققهم السكنية بعد إغلاقهم أباجوراتها بإحكام، ليتبينوا في صباح اليوم التالي، أن ما سمعوه ناجم عن استهداف مجموعات إرهابية مسلحة لحواجز حفظ النظام، ورد عناصرها على تلك المجموعات التي أمست تشكل عبئاً ثقيلاً على المدينة وأهلها.
وأكد عدد من المواطنين القاطنين في حيي الحاضر والشريعة، أنهم باتوا ليلة أول من أمس على تلك «الأنغام اليومية» التي تردد صداها إلى أحياء أخرى أيضاً.
وأما في نهار أمس، فقد كانت حماة هادئة بشكل عام، وأسواقها في حيوية، والحركة المرورية منها وإليها مقبولة نوعاً ما، باستثناء من وإلى الريف الشمالي المعدومة لانقطاع الطريق الدولي حماة – حلب. أما مسيحيوها، فقد اقتصرت احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد في كنائس المدينة السبع، بإقامة الصلوات وترتيل التراتيل، وبالابتهالات بأن يحفظ اللـه سورية من كل شر، وغابت المظاهر الاحتفالية الرائعة عن شرفات منازل المسيحيين في حي المدينة والشيخ عنبر، واقتصرت على إنارة شجرة الميلاد والتهاني داخل المنازل فقط.
وأما في ريف حماة فالوضع مختلف تماماً، وبخاصة في الشمالي منه المشتعل حتى ساعة إعداد هذه المادة، بسب قطع المجموعات الإرهابية الرافعة لواء جبهة النصرة، الطريق الدولي حلب – حماة بموقع مورك، مستخدمة كل أنواع الأسلحة والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية.
وأكد عدد من الأهالي الذين تواصلت معهم «الوطن» هاتفياً، «أن الإرهابيين أرغموا العديد منهم بقوة السلاح، على الخروج من منازلهم لاحتلالها والتحصن فيها، ويعيثون في البلدة تخريباً وسرقةً للممتلكات العامة والخاصة، وبشكل خاص لدوائر الدولة».
وأكد مصدر أمني لـ«الوطن» أن «تلك المجموعات الإرهابية ذات الأعداد الكبيرة، المتحصنة في مورك، اعتدت – وتعتدي – على حواجز الجيش ومراكز حفظ النظام بكل أنواع الأسلحة وبهجمات ضارية، ما دفع قواتنا المسلحة الباسلة، للتصدي لها والرد على مصادر نيرانها، وأوقعت حتى ظهيرة أمس مئات القتلى والجرحى بين صفوفها».
وكانت قد أطلقت النار على سيارتين مدنيتين أثناء مرورهما على الطريق الدولي، وباتجاه حلب – حماة، فقتلت أسرة كاملة مؤلفة من أربعة أشخاص رجل وزوجه وطفليهما كما خطفت سائق قاطرة ومقطورة بعد إعطابها بعياراتها النارية. وقال المصدر: «إن قواتنا المسلحة تحذر مواطني مورك من تقديم أي دعم للإرهابيين، وستُعِّدُ من يفعل ذلك، شريكاً لهم بسفك دماء المواطنين الأبرياء وعناصر الجيش وحفظ النظام». كما دعا المصدر «الإخوة المواطنين في مورك، إلى التمسك بمنازلهم وعدم الاستجابة لتهديدات الإرهابيين بهجرها ومغادرة البلدة».
وفي سياق متصل، أكدت مصادر أهلية من حلفايا لـ«الوطن» أن «شرائط الفيديو التي عرضتها الفضائيات المعروفة بتوجهاتها العدائية لسورية، حول قصف الجيش السوري للمخبز البلدي في القرية أثناء تجمهر مواطنين أمامه لشراء الخبز، هو كذب وافتراء على الجيش، وفبركة إعلامية الغرض منها تثوير الرأي العام العربي والدولي على سورية، لنسف أي إيجابيات محتملة لزيارة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي». وأما حقيقة ما عرض، فهي جثث الإرهابيين الذين قتلهم الجيش خلال فكه حصار المجموعات الإرهابية للمشفى الوطني، وصور النساء والأطفال الذين ظهروا في تلك الأشرطة المفبركة، هي لضحايا قتلهم الإرهابيون – والكلام للأهالي - في غزوهم للبلدة، وقد جمَّعوهم أمام المخبز وصورهم، لفبركة مجزرة نسبوها إلى الجيش!!.
وذلك – كما يقول الأهالي – رداً على الخسائر الكبيرة التي كبَّدهم إياها خلال الأيام القليلة الماضية.