شلت تهديدات المجموعات المسلحة بالزحف على حماة أمس المدينة، التي شهدت حركة خفيفة، وذلك فيما بسطت وحدات من الجيش والجهات المختصة سيطرتها على الطريق الدولي حماة حلب حتى بلدة مورك بعد تمشيطه، محررةً الحواجز الأمنية التي استولت عليها المجموعات المسلحة.
وبدت حماة يوم أمس هادئة جداً، والحركة فيها بشكل عام خفيفة، وحتى دوائرها ومدارسها لم تشهد ما يدل على حيوية، وذلك نتيجة تخوف أهلها من انفجار الوضع الأمني بأي لحظة، بعد إعلان ما يسمى «المجلس العسكري الثوري بحماة» أن يوم الأحد 23 الجاري، هو «يوم الزحف على حماة» ما جعل العديد من أهلها يلتزمون بيوتهم ، ويمتنعون عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، وقلة من موظفيها داوموا في دوائرهم وغادروها إلى منازلهم عند الواحدة بعد الظهر.
وتعذر وصول العاملين في دوائر مدينة حماة من الريف الشمالي ومنطقتي محردة والغاب إلى المدينة، بسبب الطرقات غير الآمنة، التي تشهد اشتباكات بين وحدات من الجيش والجهات المختصة وحفظ النظام، وميليشيا ما تسمى «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة. وقد توعد الإرهابيون على صفحات «ثورتهم !!» أهالي محردة والسقيلبية، بالزحف على المدينتين، إذا لم يطردوا «العصابات الأسدية» من مناطقهم، قاصدين بذلك حواجز الجيش وحفظ النظام المتمركزة فيهما، ما كان كفيلاً بإشاعة الخوف لدى الأهالي وامتناع أغلبيتهم من الانطلاق إلى أعمالهم في حماة.
ميدانياً استأنفت وحدات من الجيش والجهات المختصة، عملياتها في الريف الشمالي، ومشطت الطريق الدولي حماة حلب حتى بلدة مورك، ولاحقت إرهابيي جبهة النصرة، وقتلت وجرحت منهم 200 إرهابي، وبسطت سيطرتها على الحواجز الأمنية، بعد تحريرها من المجموعات الإرهابية المسلحة، فيما أُصيب ثلاثة عناصر من حفظ النظام إصابة متباينة الخطورة، أسعفوا إثرها إلى مشفى حماة الوطني.
وأكد مصدر رسمي لـ «الوطن» أن وحدة من القوات المسلحة تصدت فجر أمس لمجموعة إرهابية مسلحة، بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والصواريخ الحرارية، هاجمت نقطة لحفظ النظام قرب بلدة الزلاقيات بريف محردة، بعد ترويعها المواطنين، وأدى الاشتباك إلى مقتل 75 إرهابياً، وتدمير سيارتي جيب محملتين بمسلحين، وعربتي دوشكا، وسيارة إسعاف مع طاقمها كانت مرافقة للإرهابيين، وعدد كبير من الدراجات النارية التي كان يستخدمها الإرهابيون في عمليات الكر والفر على حواجز الجيش وممتلكات المواطنين الخاصة.
وعرف من الإرهابيين القتلى (محمد صالح الدرويش – أحمد خالد الدرويش – عبد الحميد الخضري – محمد زياد نور الشامية – براء العمري – حسين سليمان حمادة – أحمد علي الحمادة – عكرمة صالح البكور – وائل خالد الحلبي).
واشتبكت لجان الدفاع الوطني في مدينة سلمية مع مجموعة إرهابية مسلحة، كانت تقطع الطريق العام سلمية حمص غرب قرية خنيفيس، وتسلب السيارات والشاحنات العابرة والمواطنين، وقتلت منها الإرهابي علاء خليل وصادرت بندقية البمبكشن التي كانت بحوزته، إضافة إلى 5 أجهزة خليوية، وبطاقة شخصية باسم مواطن من منبج.
وكانت وحدات من الجيش والجهات المختصة ولجان الدفاع الوطني، قد تصدت لهجوم مجموعات إرهابية مسلحة على أهالي قرية الزغبة بريف سلمية، ما أدى إلى استشهاد 10 عناصر بينهما ضابطان، ومصرع 11 إرهابياً، وجرح آخرين، وتكبيد الإرهابيين خسائر فادحة في العتاد أيضاً.
وفي شأن متصل كرّمت محافظة حماة 100 أسرة شهيد من أبناء بلدة الربيعة، فيما أقام اتحاد عمال المحافظة حفلاً تكريمياً لأسر شهداء الطبقة العاملة، والبالغ عددهم 70 شهيداً.
وأكد محافظ حماة أنس الناعم أن هذا التكريم «يأتي تقديراً واحتفاءً بذوي وأسر الشهداء التي أنشأت أبناءها على حب الوطن والولاء المطلق له» ووعد كل أسرة شهيد بفرصة عمل واحدة يستفيد منها أحد الأفراد بعقد سنوي سيصار إلى مراسلة رئاسة مجلس الوزراء بهذا الشأن مطلع العام المقبل.
وفي كلمة باسم ذوي الشهداء، أكد العميد يوسف عوض والد الشهيد الرائد هيثم عوض، فخره واعتزازه العميقين باستشهاد نجله، وجميع شهداء بلدة الربيعة، الذين قدموا أبناءهم عربوناً ووفاءً لسورية التي كانت على الدوام وستظل الأم الرؤوم التي يتسع قلبها لجميع السوريين بجميع أطيافهم وطوائفهم. كما ألقى شقيق الشهيد علي سليمان عديره كلمة باسم ذوي وأسر الشهداء العمال، استعرض فيها التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبناء سورية للدفاع عنها، وعن ووحدة ترابها وعزتها.
وأشاد الشيخ علي ميكائيل بتضحيات الجيش العربي السوري في سبيل الدفاع عن عزة وكرامة سورية، حتى دحر المؤامرة التي أرادت النيل من وحدتها الوطنية وصمودها في وجه أعداء الأمة، مؤكداً أن سورية ستنتصر على كل من يتربص بها وستبقى قلعة الصمود والكبرياء.