تقدم الجيش العربي السوري وبسرعة خلال الساعات الماضية ليسحق من بقي متحصناً في المربع الأخير من مدينة داريا وأوقعهم بين قتيل وجريح
في وقت تبذل فيه فصائل فلسطينية مساعيها لسحب فتيل التوتر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين عبر وساطة يقوم بها وجهاء مع المجموعات المسلحة لانسحابها من المخيم الذي تسللت إليه وعاثت فيه فساداً وخراباً.
وقالت مصادر مطلعة على مجريات تطورات المعركة في داريا لـ«الوطن»: إنه قد استسلم عدد من المسلحين موضحة أن الجيش يتعامل الآن مع بقايا الإرهابيين وتحديداً القناصين منهم وخلال ساعات سيحسم معركة داريا بشكل نهائي.
وأشارت المصادر إلى أن أغلبية الإرهابيين الذين قتلوا أو جرحوا في داريا من جنسيات أجنبية يرافقهم عدد محدود من السوريين، ومن بين المستسلمين عدد كبير من الأتراك والسعوديين والليبيين ومن جنسيات آسيوية.
وأوضحت المصادر أن الجيش لا يزال يتابع مهامه في باقي مناطق ريف دمشق حيث يلحق على مدار الساعة خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين وقادتهم.
وفيما تواصلت أمس الاشتباكات العنيفة في شوارع اليرموك وفلسطين والثلاثين في المخيم بين عناصر من اللجان الشعبية الفلسطينية ومجموعات مسلحة تسللت إلى المخيم، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الوطن» أمس عن أن الفصائل الفلسطينية تسعى من أجل انسحاب المجموعات المسلحة من مخيم اليرموك، وذلك عبر رسائل ينقلها وسطاء من الفصائل إلى المجموعات المسلحة، لكنها أكدت أنه «وحتى الآن لم يتمخض أي نتائج عن هذه الرسائل».
وتوقعت مصادر فلسطينية مطلعة أخرى لـ«الوطن» أن يحمل المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي خلال زيارته القادمة لدمشق تصورات لإبعاد المخيمات الفلسطينية عن الأزمة السورية، قد تتضمن انسحاب المسلحين من مخيم اليرموك على ألا يدخله الجيش العربي السوري ولا اللجان الشعبية الفلسطينية.
وكما كان متوقعاً، تأزم الوضع الأمني في حماة عند ظهيرة أمس، فقد سُمِعَ في العديد من أحيائها أزيز رشقات كثيفة من العيارات النارية، بعد ليلة صاخبة قضاها الحمويون على وقع الرصاص والقنابل الصوتية، كما أكد مواطنو حي طريق حلب، الذين شهدوا اشتباكات ضارية بين الجهات المختصة ومسلحي ميليشيا «الجيش الحر»، الذين هاجموا حاجز مدرسة الشهيد ناصح علواني، وغيره من نقاط حفظ النظام في المدينة.
وأكد مصدر أمني لـ«الوطن»، أن حواجز الجيش ونقاط حفظ النظام تعرضت في العديد من المناطق، لاعتداءات المجموعات المسلحة في تصعيد غير مسبوق لتوتير الوضع العام في المحافظة، واستدرك «لكن قواتنا الباسلة لهم بالمرصاد».
وفي ذات السياق، ركز مسلحو حلب جهودهم في الآونة الأخيرة صوب أهداف لا قيمة لها من الناحية الإستراتيجية العسكرية، وخصوصاً في الريف، ورأى مراقبون أن الهدف من مناوراتهم إحداث ضجة إعلامية توهم مموليهم أنهم حققواً تقدماً ملموساً على الأرض وأنهم بصدد تحقيق إنجاز كبير.