واصلت وحدات الجيش العربي السوري تقدمها باتجاه مدرسة المشاة (25 كيلو متر شمال شرق حلب) وفكت الحصار عن سجن حلب المركزي دام نحو خمسة أسابيع ونفذت عمليات نوعية ضد المسلحين أودت بحياة العشرات منهم.
وخلال أقل من 36 ساعة من دخول المسلحين إلى بعض المباني الأمامية التابعة لحراسة مدرسة تدريب المشاة، اقتربت وحدات الجيش من المدرسة ونفذت عمليات نوعية في محيطها كبدت خلالها المسلحين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وكانت مصادر متطابقة أكدت لـ«الوطن» مقتل القائد الميداني لـ«معركة المشاة» ورئيس أركان ما يسمى «لواء التوحيد»، أكبر التشكيلات العسكرية المقاتلة في حلب، محمود الجادر الملقب بـ«أبو فرات» مع مجموعة من متزعمي المسلحين المهاجمين.
وأكدت مصادر أهلية أن استرداد مدرسة المشاة من سيطرة المسلحين مسألة وقت قصير «بعدما نجحت القوات المسلحة التي دعمت بتعزيزات من تطهير طريق حلب المسلمية الساخن وفك الألغام التي زرعها المسلحون على طول الطريق لمنع تقدمها، وتمكنت من طرد المسلحين الذين يضربون حصاراً على سجن حلب المركزي ويمنعون عن نزلائه المعونات الغذائية والدوائية»، وفق قول أحد سكان القرى القريبة من السجن.
وبفك الحصار عن السجن تمكنت قوافل المساعدات وإمدادات إدارة السجون إيصال معوناتها الغذائية والطبية لنحو أربعة آلاف سجين هددت حياتهم بالخطر ويعمل المعنيون على توفير مازوت التدفئة للنزلاء وخطوط الاتصال التي قطعها المسلحون لعزلهم عن العالم.
كما قتلت وحدات الجيش العشرات من المسلحين في عمليات أخرى قرب مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، الذي جرى تحريره من قبضة المسلحين أخيراً، وعلى تخوم قرية فافين القريبة من مدرسة المشاة ودحرت مجموعات مسلحة في اشتباكات بعد مشفى الكندي التعليمي الذي طهر بكامله الأسبوع الماضي.
وروى شهود عيان من السكان لـ«الوطن» أن معركة السيطرة على مدرسة المشاة بلغت كلفتها البشرية نحو 2000 قتيل في صفوف المسلحين منذ إعلانها قبل نحو شهر مضى لم يتمكن خلاله المهاجمون من بسط سيطرتهم على مساحتها كاملة وتلقوا ضربات موجعة من سلاح الجو في الجيش العربي السوري الذي ما زال يؤازر الوحدات التي قدمت لتطهير الأجزاء المسيطر عليها من المدرسة.
وفي المدينة، ما زالت تحضيرات المعركة الحاسمة في الأحياء الشرقية مركز ثقل المسلحين على قدم وساق حيث تحدثت أنباء عن تقدم الجيش العربي السوري في حي الهلك المتاخم لحي بستان الباشا استعداداً لدخول الحيين وصولاً إلى باقي المناطق الشرقية عن طريق حيي بعيدين والحيدرية وصولاً إلى مساكن هنانو وطريق الباب والصاخور والشعار فالأحياء الجنوبية مثل باب النيرب والمرجة والصالحين والفردوس. وفي حي السبيل، خرج الأهالي أمس بمسيرة حاشدة تأييداً للجيش العربي السوري في عملياته ضد المجموعات الإرهابية المسلحة وللمطالبة بطرد الإرهابيين من مدينة حلب وريفها.
وذكرت وكالة الأنباء «سانا» أن المئات من أهالي الحي تظاهروا تنديداً بالممارسات الإجرامية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة ضدهم واعتداءاتها المتكررة على ممتلكاتهم وشبكات الكهرباء والماء والتي أدت إلى تعطلها.
وهتف الأهالي للجيش العربي السوري ودعوه للإسراع بأداء مهمته الوطنية في القضاء على كل بؤر الإرهاب لإعادة الأمان والحياة الطبيعية إلى جميع مناطق حلب وريفها.