برزت مواقف لدى المعارضة تدافع عن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تعتزم واشنطن إدراجها على لائحتها للإرهاب، وتصدر تلك المواقف مجلس اسطنبول وأحد القياديين الرفيعين في المجلس العسكري للمجوعات المسلحة المشكل حديثاً والذي استثنيت الجبهة منه.
وتصاعدت الاحتجاجات المحلية من جبهة النصرة التي تتبنى أيديولوجية القاعدة، وخرجت عدة مظاهرات في حلب تطالب بخروج مقاتليها من أحيائهم، كما دعت المنظمة الأشورية المعارضة «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة» إلى وقف ممارسات الجبهة بحق المسيحيين في مناطق من الحسكة.
وفي بيان له، أعرب مجلس اسطنبول عن «تقديره للجهود التي بذلت من أجل توحيد المجالس العسكرية والكتائب والقوى الثورية والإعلان عن تشكيل (قيادة الأركان العسكرية) لمجلس القيادة المشتركة العليا السورية».
وشدد المجلس، بعد يومين على انتخاب هيئة أركان موحدة للجيش السوري الحر في مدينة أنطاليا التركية، على «ثقة السوريين بالكتائب الثورية والعسكرية وتضحياتها من أجل تحرير سورية»، مؤكداً «رفضه التام لأي اتهامات بالتطرف والإرهاب للقوى التي تقاتل النظام السوري وتلتزم بإدارة الصراع داخل الأرض السورية دون اعتداء أو مس بكرامة أحد أو حقوقه».
وكانت هيئة الأركان المنتخبة قد استبعدت من تشكيلاتها الجديدة «جبهة النصرة»، وذلك غداة تنديد وزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة الماضي بالمجموعات الجهادية التي تقاتل في سورية، خصوصاً «جبهة النصرة» التي تسربت أنباء عن نية إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وضعها على قائمة التنظيمات الإرهابية الخاصة بوزارة الخارجية الأميركية. واعتبر مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أن «هذه المنظمات المنتمية إلى تنظيم القاعدة لا تمثل أبدا رغبة الشعب السوري المعارض لنظام دمشق»، مشيراً إلى أن «وجود هذه المجموعات المتطرفة في سورية يشكل بالنسبة لنا مصدر قلق».
وفي سياق متصل، أبدى، عضو هيئة الأركان الجديدة في ما يسمى «الجيش الحر» ورئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي، في حديث صحفي نشر أمس تأييده لموقف مجلس اسطنبول لناحية «رفض وصف أي مقاتل على الأرض ضد النظام بأنه إرهابي». ونفى أن تكون التشكيلات الجديدة في الجيش الحر قد استبعدت «جبهة النصرة»، وقال: «لم نستبعد جبهة النصرة لأنها بالأساس ليست من تشكيلات الجيش الحر، وهم أصلاً يرفضون تصنيفهم في الجيش الحر».
ودافع العكيدي عن عناصر الجبهة مشيداً بهم بوصفهم «من المقاتلين الجيدين ويتميزون بسلوكهم الجيد والمنضبط، وهم موجودون معنا ويقاتلون إلى جانبنا، وثمة تنسيق معهم»، مؤكداً أنه «يضم صوته إلى صوت المجلس الوطني برفض وصف أي مقاتل على الأرض باستثناء النظام بالإرهابي»، على حد تعبيره.