بعد أن أحكم الجيش العربي السوري حصاره على مدينة داريا في ريف دمشق التي يتحصن فيها آلاف من الإرهابيين
علمت «الوطن» من مصادر ترصد وتتابع تحركات الإرهابيين أنهم بثوا في ليل أمس نداءات استغاثة لزملائهم في مناطق الغوطة الشرقية لمؤازرتهم بعد أن حوصروا في عدد من أحياء المدينة دون أن يكون أمامهم أي منفذ سوى الموت أو الاستسلام.
وكان الجيش العربي السوري تمكن طوال يوم أمس من التقدم على المحاور كافة بعد أن فكك أطناناً من المتفجرات والعبوات الناسفة التي كانت تعيق تقدمه واشتبك مع الإرهابيين وكبدهم خسائر فادحة.
وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن الإرهابيين يتحصنون في الأبنية السكنية وداخل شقق المدنيين الذين أرغموا على ترك منازلهم وأن المدينة خالية تماماً من سكانها.
وكانت مصادر أهلية توقعت لـ«الوطن» أن يحسم الجيش معركته في داريا خلال أيام قليلة أو ربما ساعات في حال استمر في تقدمه السريع.
أما في أحياء دمشق الجنوبية، فواصلت وحدات من الجيش ملاحقة المجموعات المسلحة في مناطق التضامن والقدم والعسالي، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجانبين تكبدت خلالها المجموعات المسلحة خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، حسبما ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن».
وفي ريف دمشق، قضت وحدات من الجيش على مجموعات إرهابية من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في بلدات حجيرة والذيابية والمشتل ويلدا.
أما بحلب، فدفعت تركيا التي تقود غرفة عمليات الحرب فيها بالمسلحين المدعومين من حكومتها بتمويل قطري سعودي، إلى ريف المحافظة للإغارة على أهداف عسكرية وخدمية في مسعى لرفع معنوياتهم المنهارة جراء خسائرهم في معركة المدينة.
وشهد الشهر الأخير انسحاب أعداد كبيرة من المسلحين من مدينة حلب باتجاه ريفها أو إلى جبهات قتال أخرى، ما حدا بقياداتهم التي تتلقى الأوامر العسكرية من الخارج إلى فتح معارك هامشية جديدة في الريف قد تحسن مزاج المسلحين وحال الإحباط الذي انتابهم بفعل هزائمهم المتتالية في المدينة وعدم قدرتهم على تحقيق أي ظفر مهم.
في موازة ذلك حصلت «الوطن» من مصدر سوري مطلع على لائحة بأسماء إرهابيين عرب وأجانب قتلوا في سورية خلال الأشهر الماضية وتم التعرف عليهم أو على ألقابهم علماً أن أغلبية جثث المقاتلين الأجانب يتم حرقها من قبل الإرهابيين في حال تمكنهم من الوصول إلى جثثهم.
وأوضح المصدر أن البعثة السورية في الأمم المتحدة قدمت هذه اللائحة لمجلس الأمن الشهر الماضي. (اللائحة ص 4)
وضمت اللائحة أسماء 142 إرهابياً ينتمون إلى 18 بلداً ثلثهم من السعودية (47) وبينهم أيضاً 24 ليبياً و10 تونسيين و9 مصريين و6 قطريين و5 لبنانيين.
ومن بين الإرهابيين الأجانب 11 أفغانياً و5 أتراك و3 شيشان وواحد من كل من أذربيجان وتشاد.
ووفق اللائحة، فإن أغلب هؤلاء الإرهابيين قتلوا في محافظات حلب وريفها وحمص وإدلب ودير الزور والحسكة.
وأغلبية هؤلاء القتلى تمت تصفيتهم خلال الشهر الماضي والنصف الأول من الشهر الجاري.