من يرفض الإقتناع بجدوى المقاومة مرتبط بصفقات مع الغرب تحت عنوان" سلطة مقابل رأس المقاومة".
أشار الخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية العميد المتقاعد أمين حطيط في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد إلى أن المواجهات التي تحصل عام 2012 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية هي تأكيد لما أفرزته حرب 2006 ولاستراتيجية المقاومة قبل عام 2006 في حين أن أبرز الثوابت السابقة هي التالية :
1- اعتماد إستراتيجية "الكلفة والثمن الباهظ" : فليست وظيفة المقاومة إمتلاك القدرات التدميرية ولكنها تستطيع إمتلاك القدرات المنتجة للخوف أي الخوف الذي ينقلب إلى ردع ورعب في ذهن العدو, ليردعه عن العدوان أي" سياسة الردع المبني على الخوف من ردة فعل الخصم" وهذا ما أثبتته صواريخ "فجر 5" بسقوطها في تل أبيب دون تدميرها ,ولكنها زرعت الخوف في قلب سكان المدينة ما انعكس على القرار السياسي وأجبر العدو على التفكير بوقف إطلاق النار .
2- المعنويات العالية: حيث تميزت حرب 2006 بمنظومة قيادة وسيطرة لدى حزب الله ذات معنويات عالية وصلابة , وهذه المعنويات هي حاجة لأي مواجهة مع العدو الصهيوني , فالعدو لا يصل الى الإنهيار الادراكي في الوقت الذي تتمتع فيه المقاومة بمعنويات عالية وإرادة صلبة وثبات على المواقف, فتنتزع المقاومة عندها ما ترغب به من العدو الذي وقع تحت الصدمة والخوف نتيجة القوة النارية.
3- مسألة وجود العملاء: فحرب غزة عام 2012 إختلفت بشكل أساسي فيما يتعلق بعدد الخسائر في صفوف الفلسطينيين وبعدد الإصابات في الأهداف عن حرب 2009 , حيث تبين أن إسرائيل قد ضربت أكثر من هدف لا يتمتع بقدرات عسكرية , في حين أأأأأنه في عام 2008 -2009 صرح الإسرائيليون مرارا أن الإنجازات التي تم تحقيقها وكذلك الخسائر الكبرى التي تم تفاديها كانت بسبب جيش العملاء ولذلك يتم التركيز على مناعة البيئة الحاضنة للمقاومة بأن تكون بيئة نظيفة وهنا مسؤولية الدولة في متابعتها لملاحقة العملاء والتشدد في معاقبتهم حتى لا يشجع التساهل في حسابهم على إنتاج عملاء جدد.
وأضاف حطيط ردا على سؤال حول الجدل اللبناني المتصل بالمقاومة و بسلاحها : لقد أكدت المقاومة على ثوابت كانت قائمة أصلا قبل حرب غزة في حين أن من لا يريد الإقتناع بجدوى المقاومة لن يرفضها بدافع المنطق بل يرفضها لارتباطه ولعقده صفقات مع الغرب تحت عنوان" سلطة مقابل راس المقاومة" , لذلك فإن الحجج هي تثبيت للدروس التي كانت قائمة في حين أن العودة إليها مرة جديدة والقول بأن ما تحقق من إنجازات على يد المقاومة ليس نتيجة صدفة ,لأن الصدفة لا تتكرر مرة أو مرتين وبالتالي جاءت نتائج حرب غزة لتؤكد أن ما كانت تحصل عليه المقاومة من إنجازات وانتصارات ليس بنتيجة الصدفة بل نتيجة الإستراتيجية الفعلية الناجحة التي يجب اعتمادها دائما.
|