في مؤشر عن مدى الإحباط الذي وصلت إليه المجموعات المسلحة وتماشيا مع سياستها القائمة على الكذب المتكرر، عمدت أمس للترويج لأخبار ملفقة عن استهدافها مراكز حيوية في العاصمة دمشق بدءاً من القصر الجمهوري ووصولاً إلى رئاسة الوزراء، إلا أن قذائف الإرهاب سقطت فوق حي المزة 86 السكني وأدت إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وجرح العشرات.
استمرار التصعيد ضد المدنيين السوريين جاء بالتوافق مع محاولات سعي المجموعات المسلحة لتوريط المخيمات الفلسطينية في أكثر من محافظة الأمر الذي انتقدته بشدة وزارة الخارجية والمغتربين السورية مؤكدة أن سورية «ستقف بحزم ضد أي محاولة لزج الفلسطينيين بما يجري» في البلاد من أحداث، مطالبة «كافة فصائل الشعب الفلسطيني وتنظيماته وقياداته بالابتعاد عن ما يخطط لها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التي أعلنت ارتباطها بالمخططات المعادية لتطلعات الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة خدمة لمصالح إسرائيل وداعميها».
وفي ثاني عمل إرهابي من نوعه خلال ثلاثة أيام يطول الحي الآمن، استهدف إرهابيون صباح أمس حي المزة 86 السكني في دمشق بقذائف الهاون ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين بينهم امرأة وجرح تسعة ثلاثة منهم إصابتهم حرجة.
ويوم الإثنين الماضي وقع تفجير إرهابي في نفس الحي بعبوة ناسفة أدى إلى سقوط 11 شهيداً وإصابة أكثر من 30 مواطناً بينهم أطفال ونساء.
وتفقد رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي أمس موقع التفجير الإرهابي وعاين حجم الأضرار المادية التي نجمت عنه واطلع على أعمال الصيانة التي تقوم بها الورش الفنية التابعة لمحافظة دمشق في موقع التفجير.
وأكد الحلقي ضرورة الإسراع ومضاعفة الجهود لإنجاز أعمال إعادة الخدمات من اتصالات وكهرباء ومياه وإصلاح البنى التحتية المتضررة كافة وتوفير أماكن إيواء للمتضررين ومستلزماتها ريثما يتم ترميم المنازل المتضررة.
وفي الغوطة الشرقية، واصل الجيش العربي السوري ملاحقة المسلحين ودك مواقعهم مستخدما سلاحي الجو والمدفعية ما أوقع خسائر فادحة بين صفوفهم، وخصوصاً في المزارع المحيطة بمدينتي دوما وحرستا وصولا إلى حمورية وسقبا وعربين وكفر بطنا وجسرين، وأيضاً بين بلدات بيت نايم وحرستا القنطرة وبزينة، وإلى الشرق منها على محور دوما النشابية حول بلدان الشيفونية وأوتايا وحوش الصالحية والميدعاني، وأيضاً بين النشابية والبلالية.
وفي حلب، كشف أمين فرع حلب لحزب البعث هلال هلال في اتصال هاتفي مع «الوطن» أن «كتائب البعث» المشكلة من البعثيين المتطوعين كلفت أخيراً بمهام قتالية إلى جانب الجيش العربي السوري في الأحياء التي يجري تطهيرها بالإضافة إلى المهام المناطة بها سابقاً بحراسة المقرات.
وعلى حين لم يحدد هلال أعداد أفراد «كتائب البعث» واكتفى بالقول إنها «في تزايد مستمر»، كشف مصدر بعثي من داخل الكتائب أن عددهم وصل إلى خمسة آلاف متطوع يمارسون دورهم في حماية المدينة منذ بدء الحرب فيها قبل نحو ثلاثة أشهر.
وفي محافظة حمص، استهدفت وحدة من الجيش العربي السوري تجمعات للمسلحين شمال دائرة النفوس وشرقي القلعة وقرب جامعي الزاوية والقاسمي بحي باب هود وتجمعاً لهم في حي باب التركمان في حمص القديمة وقرب مطعم بلوستون في حي الديوان ما أدى لسقوط أكثر من 500 مسلح بين قتيل وجريح وفق ما أبلغته مصادر أمنية وأخرى مطلعة لـ«الوطن».