صار السائر في شوارع اللاذقية يشعر بنفسه في مدينة أخرى لا تمت بصلة إلى اللاذقية التي باتت تشبه العاصمة من حيث الازدحام والاختناقات المرورية التي لم تعهدها اللاذقية إلا في ساعات الذروة وفي مركز المدينة بصورة خاصة
في حين صارت هذه الظاهرة اليوم واقعاً مستمراً على مدار الساعة وهذا الازدحام ترافق بظاهرة لا يمكن تجاهلها وهي تراجع واقع النظافة بصورة لافتة فمن النادر أن تمر قرب حاوية وتراها فارغة ولا نعرف إن كان السبب إهمالاً في عملية تفريغها أم إنها تمتلئ بسرعة كلما أفرغت على حد تعبير بعض أصحاب المحلات التجارية الذين قال بعضهم لـ«الوطن»: إن واقع النظافة في المدينة لم يكن يوماً أسوأ مما هو اليوم، وهم للمرة الأولى لا يلقون باللائمة على مجلس المدينة بل على الكم الهائل من الوافدين من المحافظات الأخرى والذين ضاعفوا من عدد سكان المدينة دون أن يترافق ذلك بزيادة كادر مديرية النظافة بما يتناسب وهذه الأعباء الجديدة، وهذا ما أكده مدير النظافة في مجلس مدينة اللاذقية المهندس فراس محمد في تصريح لـ«الوطن» والذي أشار إلى أن عدد سكان اللاذقية قد زاد مرة وثلث المرة خلال الأشهر الماضية ما انعكس على كمية القمامة المرحلة والتي تصل إلى نحو 800 طن يومياً بعد أن كانت كميتها القصوى 500 طن، فضلاً عن المراكز التي تم إلحاقها حديثاً بمجلس مدينة اللاذقية وهي روضو وسقوبين وشيخ الحمى وسنجوان والتي زادت من الأعباء على مجلس المدينة، لافتاً إلى أن هذه الصعوبات تزامنت مع نقص في عدد عمال النظافة عوضاً عن زيادة عددهم، حيث خسر الكادر نحو 80 عاملاً بسبب انتهاء عقود قسم منهم فضلاً عن إصابات عمل ووفيات وتسرب عن العمل وانتقال إلى مصالح أخرى وبعضهم طلب إلى الاحتياط. ولفت محمد إلى أن هذه العوامل تضاف إلى أعطال الآليات والتي تنعكس سلباً على تفريغ القمامة ولاسيما أن هذه الأعطال تستغرق وقتاً لإصلاحها في ظل صعوبة تأمين قطع الغيار، ورغم ذلك أكد محمد أن كادر مديرية النظافة يعمل وفق طاقته العظمى وفق برامج مخططة مسبقة وورديتين صباحية ومسائية للحفاظ على النظافة ولاسيما في مراكز تجمع الوافدين والتي تركزت في الأحياء الشعبية مثل الرمل الفلسطيني ومنطقة الشاطئ الأزرق، مشيراً إلى تخصيص ورشة خاصة لمنطقة الإيواء في المدينة الرياضية فضلاً عن حملات نظافة في الشاطئ الأزرق والرمل الفلسطيني،