على حين أرجع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إعلان ميليشيا ما يسمى «الجيش الحر» خروج قيادتها من الأراضي التركية إلى حالة الإرباك التي تعاني منها حكومة رجب طيب أردوغان في التعاطي مع الأزمة في سورية، أكد حزب اللـه أن فريق 14 آذار سعى إلى توريط لبنان ضد سورية من خلال دعم المجموعات المسلحة وتسهيل عبورها إلى الأراضي السورية انطلاقاً من لبنان، وذلك فيما صادرت قوات الجيش اللبناني أسلحة بشاحنة صغيرة كانت في طريقها إلى سورية.
واعتبر بري في تصريحات نشرتها صحيفة «الأخبار» اللبنانية أمس أن الحكومة التركية أصيبت بالإرباك في تعاطيها مع الأزمة في سورية وأنها باتت راغبة بتخفيف عبء تورطها في هذه الأزمة، عازياً إعلان ميليشيا «الحر» عن خروج قيادتها من الأراضي التركية إلى حالة الإرباك التي تعاني منها الحكومة التركية في التعاطي مع الأزمة في سورية.
ولفت بري، وهو رئيس حركة أمل أيضاً، إلى أن إعلان هذه الميليشيا عن خروج قيادتها من تركيا هو الخبر وليس الكلام عن نقلها إلى داخل سورية، وقال: إن «الجزء الأخير من الإعلان مجرد إخراج لتجميل الإرباك الذي أصاب تركيا بتعاطيها مع الأزمة في سورية».
وأشار رئيس مجلس النواب اللبناني إلى أن مسار الأحداث في سورية وحولها يؤكد أن سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان عن تداعيات الأزمة في سورية ثبت أنها الأفضل داعياً اللبنانيين إلى التحلي بالحكمة لقطع دابر فتنة يوجد من يخطط لها.
من جهة أخرى، أكد بري أن محاولة اغتيال النائب اللبناني ميشيل عون تحمل مؤشرات خطيرة.
من جانبه، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب اللـه الشيخ نبيل قاووق في كلمة ألقاها خلال أمس أن فريق 14 آذار دفع بلبنان إلى مسارات كارثية من خلال تورطه في العدوان على سورية وتغطيته للمسلحين الذين ينطلقون من لبنان لاستهداف أراضيها، مؤكداً أن هذه الوقائع لم يعد بإمكان هذا الفريق أن ينكرها بعدما أكد الجيش اللبناني في بيانين اثنين توقيف مسلحين قدموا من سورية وبعد الاعتداء الذي أقدم عليه أكثر من مئة وخمسين عنصراً من ميليشيا «الحر» ضد الجيش اللبناني وتهريب شاحنتي سلاح إلى سورية.
وشدد قاووق على أن فريق 14 آذار يرتكب خطيئة كبرى تشكل التهديد الأكبر لاتفاق الطائف منذ عام 1990 حتى اليوم إذا أراد أن يكون شريكاً في استهداف سورية بتمويل ومساعدة وتغطية المسلحين الذين يعتدون عليها انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.
واعتبر أن ما يحصل يشكل «كارثة وطنية حقيقية» لأن لبنان لا يستطيع أن يتحمل تداعيات توريطه في أتون الأحداث في سورية، وأضاف متسائلاً: «هل كان فريق 14 آذار يطبق اتفاق الطائف أو أنه أخذ برأي الحكومة والشعب في لبنان عندما تورط في العدوان على سورية وأعلن الحرب عليها بالسلاح والإعلام والإدارة والتمويل؟
في الغضون، قالت السلطات اللبنانية إنها صادرت أسلحة وهي في طريقها إلى سورية، وذكر بيان للجيش اللبناني أمس أنه «في إطار ضبط المعابر الحدودية، أوقفت مديرية المخابرات مساء أمس الإثنين بالقرب من معبر القاع الحدودي (مع سورية) شاحنة «بيك آب» يقودها مواطن لبناني، وبداخلها 5 أشخاص من التابعية السورية، لا يحوزون إقامات شرعية في لبنان».
وأضاف البيان: ضبطت في داخل الشاحنة، كمية من الأعتدة العسكرية والمناظير والرمانات اليدوية وأجهزة الاتصال وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
إلى ذلك، أفرجت مجموعة من المعارضة السورية عن عوض إبراهيم أحد المختطفين اللبنانيين الـ10 الذين تحتجزهم منذ شهر أيار الماضي في منطقة إعزاز.
وقالت وسائل إعلام لبنانية: إن إبراهيم اجتاز بعد ظهر أمس الأراضي السورية وتسلمته المخابرات التركية.
وجاء الإفراج عن المختطفين الاثنين، نتيجة وساطة قام بها رجال دين سنة من مدينة طرابلس اللبنانية الساحلية الشمالية.
وتوجه ابراهيم بالشكر لهيئة العلماء المسلمين والرئيس التركي عبدالله غل والنائب عقاب صقر ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري على ما بذلوه من جهود من أجل الإفراج عنه، وشدد على أن الخاطفين متمسكون بطلب اعتذار حسن نصر اللـه الأمين العام لـ«حزب الله» من الشعب السوري لإطلاق المخطوفين الباقين.
وكانت المجموعة الخاطفة التي تقول إنها من المعارضة السورية المسلحة احتجزت 11 لبنانياً شيعياً أثناء عودتهم إلى بلادهم براً من زيارة للعتبات المقدسة في إيران عبر تركيا فسورية حيث تعرضوا للاختطاف.