بينما استهدفت يد الإرهاب مجدداً أمس مدينة جرمانا بريف دمشق عبر تفجير عبوة ناسفة وضعت بسيارة ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين، تذهب الأوضاع في الغوطة الشرقية إلى الانفراج بعد النجاحات التي حققتها وحدات الجيش العربي السوري في التصدي لمليشيا الجيش الحر وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، في وقت أجهضت وحدات من الجيش والجهات الأمنية في حلب مرامي التكتيكات العسكرية التي يستخدمها المسلحون.
وفي التفاصيل، أدى انفجار عبوة ناسفة ألصقتها مجموعة مسلحة بسيارة في حي الوحدة في مدينة جرمانا إلى استشهاد خمسة مواطنين وإصابة 23 آخرين جميعهم من المدنيين وأهالي المنطقة.
وقالت وكالة «سانا» للأنباء: إن «التفجير الإرهابي تم بسيارة عمومي نوع داسيا تحمل عبوة يتراوح وزنها بين 150 و200 كغ وخلفت أضراراً مادية كبيرة بالمباني السكنية وعدد من السيارات الموجودة في المكان».
ويأتي تفجير أمس بعد أن كانت مدينة جرمانا تعرضت خلال الأسبوع الماضي لعدد من التفجيرات كان أشنعها تفجير سيارة تكسي عمومي مفخخة ركنها مسلحون جانب مقبرة المدينة أثناء تشييع شهيدين وأدى التفجير إلى استشهاد 12 مواطناً وإصابة نحو 48 بجروح وتضرر بعض الأبنية المحيطة بموقع التفجير.
وفي ريف دمشق بدأت الأوضاع تذهب نحو الانفراج بعد النجاحات التي حققتها وحدات الجيش في التصدي لمليشيا الجيش الحر في عدد من المناطق وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وخصوصاً في مدن وقرى وبلدات «عربين، زملكا، سقبا» التي بدأ أهاليها بالعودة إلى منازلهم بحسب مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن».
وكانت مصادر مطلعة ذكرت الأحد لـ«الوطن» إن «عربين، زملكا، سقبا» باتت شبه آمنة بعد العمليات النوعية التي قامت بها وحدات الجيش وحفظ النظام ضد عناصر ميليشيا الجيش الحر، على حين أن تلك العمليات مازالت متواصلة في مدن كفر بطنا وجسرين والمزارع المحيطة بدوما وحرستا وصولاً إلى النشابية والعبادة، في حين ما زال أهالي هذه المدن في انتظار إعلان هذه المدن آمنة للعودة إلى منازلهم.
أما في حلب فقد أجهضت وحدات الجيش العربي السوري والجهات الأمنية مرامي التكتيكات العسكرية التي يستخدمها المسلحون واحدة تلو الأخرى بدءاً من «حرب المطارات» التي تصدت لها الوحدات بمهارة وانتهاء بـ«معارك الهاون والقناصات» التي كسبتها لمصلحتها.
وسجلت وحدات الجيش العديد من النقاط في شباك المسلحين باتباعها تكتيكات مضادة شلت قدرتهم على إحراز أي هدف، وذلك ضمن إستراتيجية عسكرية خلاقة تعمل على احتواء «فورة» المسلحين وإفقداهم صوابهم لدى توجيه ضربات موجعة لتجمعاتهم ومراكز سيطرتهم واللجوء إلى خيار الحسم في مناطق معينة عندما تقتضي الضرورة ذلك.
فبعد إخفاق تحقيق أي نتيجة جراء الهجوم على مطارات عسكرية مثل: منغ والنيرب وكويرس وعلى مطار حلب الدولي مراراً، خاض المسلحون معارك قناصة في الأحياء التي دخلتها وحدات الجيش وفي الجبهات التي أحرزت فيها تقدماً ولتتعامل الوحدات بمهارة فائقة مع القناصين الذين يستهدفون الجنود للحؤول دون تطهير الأحياء بهدف منع عودة السكان إليها للضغط على الحاجات والدوافع الإنسانية للمدينة، وأحياء صلاح الدين والإذاعة وسيف الدولة مثال على ذلك.
كما لجأ المسلحون إلى استخدام قذائف الهاون في هجماتهم ضد المقرات الأمنية والثكنات العسكرية الصغيرة وتصدت عناصر الحراسة ووحدات الجيش ببسالة لمحاولات السيطرة على تلك الأهداف وكبدتهم خسائر فادحة في المعدات والأرواح ولقنتهم درساً قاسياً في فنون القتال.
وبسبب الإحباط الذي لحق بالمسلحين، فلت عقال مجموعاتهم التي راحت كل منها تتصرف على حدة بتوجيه القناصات وقذائف الهاون ضد أهداف مدنية وتعليمية، وهي أطلقت أمس العديد من القذائف على أبنية مأهولة في حي الميريديان والميدان وعلى مدرسة بحي الجابرية، إضافة إلى كلية الهندسة المدنية بعد استهداف كنيسة الرام لمطرانية اللاتين وبريد السليمانية وشقق سكنية بحي الفيلات وتجمعات تعليمية في حي ميسلون.