كشفت المدير العام لمؤسسة الطيران العربية السورية غيدا عبد اللطيف في تصريح لـ «الوطن» أن المؤسسة بصدد توقيع مشروع عقد مع الجانب الروسي لشراء ثلاث طائرات من طراز 148-100 أنتونوف
منها طائرتان جاهزتان للتسليم الفوري، على أن يتم طلب تصنيع الطائرة الثالثة لتكون جاهزة للتسليم خلال النصف الأول من العام القادم، مشيرة إلى أنها ستتوجه إلى موسكو يوم السبت لمناقشة تفاصيل العقد الذي نوقش من الجانب السوري من خلال لجنة شكلت لهذا الغرض وضمت كل الجهات المعنية بهذه المسألة بما فيها الجهاز المركزي للرقابة المالية، وفنيون وقانونيون وماليون ورئاسة مجلس الوزراء.
عبد اللطيف أوضحت أن طائرة أنتونوف 148-100 تتسع لـ75 راكباً مع مسافات مريحة للمقاعد وتجهيزات متكاملة في مقصورة المسافرين، وتعمل بمحركات نفاثة، مع كامل التجهيزات الإلكترونية في مقصورة القيادة ومقصورة الركاب، كما يصل مدى طيران الطائرة إلى 4400 كيلو متر بالحمولة القصوى، بحيث يمكنها الوصول إلى فرانكفورت وفيينا وميونخ وموسكو بحمولة كاملة وفقاً لحمولة الشحن، مبينة أنه تمت دراسة العقد وجرى تعديل بنود العقد بعد أن تمت معاينة الطائرتين من قبل لجنة فنية في مطار الشركة الصانعة حول مشروع العقد المعتمد من قبلهم بعد معاينة الطائرات من لجنة في مطار فارنج في روسية، وإضافة بعض البنود الأخرى التي ستتم مناقشتها، إضافة إلى مناقشة السعر المعروض خلال الاجتماعات القادمة الخاصة بإنهاء الإجراءات التعاقدية، كما سيتم توقيع عقود أخرى بالتزامن مع توقيع عقد الشراء، خاصة بخدمة الصيانة وتأمين القطع التبديلية ما بعد البيع، وتدريب الفنيين والطيارين والركب الطائر والمرحلين الجويين على هذا الطراز.
كما أوضحت عبد اللطيف أن المؤسسة تعمل حالياً بأسطول متواضع من 6 طائرات إيرباص، A320-200 وطائرتي ATR للنقل الداخلي، مشيرة إلى تنامي ثقافة السفر على الخطوط الداخلية وما يعكسه ذلك من توفير الوقت وتجنب الحوادث على الطرقات والوقود، مشيرة إلى عدم قدرة المؤسسة على تلبية كل طلبات النقل الداخلي بالنظر إلى الإمكانات المتواضعة حالياً، مؤكدة قيام المؤسسة باستئجار طائرات في عام 2010 نتيجة الحظر المطبق عليها في إطار الحظر الجائر المفروض على الشعب السوري، مع ذلك تعمل المؤسسة وفقاً للأنظمة الدولية والعالمية المطلوبة منها، حيث حصلت مؤخراً على شهادة IOSA من المنظمة العالمية الأياتا في ظل الظروف الراهنة، كما حصلت المؤسسة على شهادة من قبل UAB للتأمين العالمي تؤكد على الجاهزية الفنية وعدم وقوع أي حوادث في طائرات الخطوط الجوية السورية على مدار فترة تشغيلها منذ عام 1946، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن المؤسسة ومنذ عام 2009 تعمل مع الجانب الروسي لشراء طائرات روسية الصنع، وهو مشروع تعثر خلال الفترة الماضية لأسباب خارجة عن إرادة المؤسسة، على الرغم من أنها بأمس الحاجة للطائرات، ولكن مشروع العقد الحالي من شأنه ترميم جزء من حاجة المؤسسة عبر رفدها بهاتين الطائرتين لتغطية جزء بسيط من تنامي الطلب.
المديرة العامة لمؤسسة الطيران السورية أوضحت أن النقاش مع الجانب الروسي سيركز على السعر المعروض من الروس، للحصول على أفضل الأسعار والشروط التعاقدية دون وجود وسطاء، مباشرة مع شركة UAC المملوكة بنسبة 90% للحكومة الروسية، والتي تضم تحت جناحيها أنيتنوف وTU، مضيفة أنه وبالتزامن مع توقيع العقود الشرائية ستعد ملاحق عقود خاصة لخدمة الصيانة وتأمين القطع التبديلية وإقامة محطة لصيانة هذه الطائرات في مطار دمشق الدولي، كما وقعت المؤسسة مذكرة تفاهم لشراء 3 طائرات TU 204 CM مع شركة UAC التي تضم شركات الطيران الروسية، هذه الطائرات للنقل المدني بمحركين نفاثين سعة 176 راكباً، حسب طلب الشاري، مجهزة بأحدث التجهيزات الإلكترونية في مقصورة القيادة وتجهيزات مريحة في مقصورة المسافرين، وتجهيزات الرفاهية، لأنها تطير لمسافات طويلة ما يستدعي تقديم وسائل الراحة للمسافرين لتغطي شبكة المؤسسة بحمولة كاملة من الركاب والشحن.
ومن المزمع تشغيلها - بعد دراسة جدواها الاقتصادية - إلى شنغهاي وأستراليا وجنوب أميركا ويتم إعداد الدراسة التشغيلية، مشيرة إلى أن التسليم كان يجب أن يتم لأول طائرة في بداية عام 2013، ولكن الجانب الروسي أعرب عن حاجته لاستكمال بعض الإجراءات وفترة إضافية للتجريب، فتم تأخير الاستلام إلى منتصف عام 2015 مبدئيا، مشيدة بالتجربة مع الجانب الروسي، حيث كان سابقاً لدى المؤسسة طائرات 154 TU و134 TU، وما زالت تعمل واليوم يتم لرفد أسطول المؤسسة المتواضع حالياً بطائرات روسية الصنع وجميعها من طراز أنتينوف متوافقة مع الشهادات الدولية في سلامة الطيران.
وأكدت أن المؤسسة وقعت مذكرة تفاهم مع شركة سوخوي (المملوكة في جزء منها للروس والباقي للطليان والفرنسيين)لتوريد 6 طائرات سوخوي بعيدة المدى لتغطي خطوط المؤسسة بسعة 69 راكباً ولكن وجود شركات طليانية وفرنسية في تصنيع الطائرات ونتيجة الحظر حتى تاريخه لم تتم الإجراءات التعاقدية وقد بينت أن المؤسسة ستكون المشغل الأول في منطقة الشرق الأوسط للطائرات الروسية خارج الاتحاد السوفييتي ووجود الكوادر الفنية والتقنية الحالية لدى المؤسسة ستعمل على تسويق هذا الطراز في المنطقة.
عبد اللطيف أشارت إلى أن القرض الذي حصلت عليه المؤسسة من المصرف التجاري السوري بدعم من مصرف سورية المركزي بقيمة 80 مليون دولار لمدة خمس سنوات، هو قرض مبدئياً لطائرتين والطلب لطائرة ثالثة.
وحول تعمير طائرات الجامبو السورية، قالت عبد اللطيف إن الطائرتين في شركة السلام السعودية وتم انجاز 58% من تعمير الطائرة الأولى و58% للطائرة الثانية قبل تعليق شهادات التراخيص، وتقدمت شركة السلام المملوكة من قبل شركة بوينغ بنسبة 61% إلى وزارة التجارة الأميركية لاستمرار العمل بهاتين الطائرتين وإلغاء تعليق شهادات الترخيص حسب ما أعلمتنا الشركة المذكورة بكتاب خطي مؤخراً.