مرة جديدة تحاول تركيا تزييف الحقيقة ويتحدث رئيس دبلوماسيتها بإسقاط الطائرة العسكرية في المجال الجوي الدولي في حين وجد حطامها في المياه الإقليمية السورية، وبعد اعتراف من الشخص ذاته بأن الطائرة اخترقت المجال الجوي السوري لدقائق قبل أن تغادره، تخرج تقارير تركية لتعلن لاحقا أن حطام الطائرة عثر عليه على بعد أكثر من 13 ميلاً بحرياً ما يعادل أكثر من 23 كيلو متراً من السواحل السورية.
تخبط في المعلومات يؤكد دقة وصحة البيان الرسمي السوري الذي أكد أن الطائرة تم إسقاطها بالمدفعية المضادة للطيران وعلى بعد كيلو متر واحد فقط من السواحل السورية أي إنها كانت تحت أنظار الجيش السوري، ورواد الساحل من المواطنين المدنيين الذي شاهدوا الطائرة بأم أعينهم.
ولاستكمال حالة التزييف تتحرك أنقرة وترسل، بحسب ما علمت «الوطن» من مصادر سورية، «مذكرة دبلوماسية» إلى الخارجية السورية أمس تتهم فيها دمشق بإسقاط الطائرة في المجال الجوي الدولي، لكن دمشق ترد بعد ساعات بالوثائق والإثباتات بأن الطائرة اخترقت الأجواء السورية وأصيبت على بعد كيلومتر واحد من الشاطئ السوري وعلى ارتفاع يقارب 100 متر. وتوضح المصادر أن الطائرة تم رصدها على الرادار السوري صباح الجمعة قبل أن تختفي وتظهر فجأة قرب الشاطئ السوري على علو منخفض جداً.
أنقرة تستنجد بالحلف الأطلسي وتدعوه لاجتماع غداً الثلاثاء للبحث في قضاياها في حين يعلو صوت المعارضة التركية لإدانة تصرفات حكومة أردوغان تجاه سورية وشعبها متسائلاً: لماذا كل هذا العداء بين شعبين جارين؟!
في أنقرة يبحثون عن عذر وفي دمشق لا كلمة تعلو فوق كلمة السيادة وحق الجيش السوري وواجبه في الدفاع عن أراضيه وأجوائه، وفي أوروبا والولايات المتحدة المتعطشتين لتأزيم الوضع السوري يتأهب ساستهما لبث مزيد من السموم تجاه سورية، وفي باقي دول العالم دعوات لضبط النفس بين البلدين ومعالجة الحادثة بهدوء.
تصريح من هنا وآخر من هناك لكن الحقيقة واحدة، فسورية مارست حقها في الدفاع عن أراضيها وأجوائها وسيادتها، وحكومة تركيا تعمل منذ أشهر على تحدي الجيش العربي السوري والشعب السوري من خلال إدخال المال والسلاح والمقاتلين وإيواء قيادات ما يسمى «الجيش الحر» وبعد كل هذا وذاك تحذر من تحدي الجيش التركي!!
وللتذكير فإن الجيش التركي ليس جيشاً عدواً لسورية بل جيش صديق وهناك اتفاقيات تعاون معه وكذلك هو الشعب التركي، والمشكلة ليست في دمشق بل عند ساسة أردوغان الذين لا يوفرون فرصة للتحريض على سورية والتآمر عليها لغايات وأهداف ومشاريع باتت معروفة ومكشوفة، والمطلوب الآن أن تكف تركيا عن تصرفاتها وأن تقول الحقيقة ولو مرة واحدة خلال الأشهر الخمسة عشر الأخيرة وأن تعمل على تهدئة الأوضاع لا تأجيجها وعدم الاستنجاد بالأطلسي واستغلال ما حصل من أجل تبرير تدخل عسكري أطلسي لطالما حلمت به وعملت من أجله حكومة أردوغان!!