حوالي الساعة الثالثة من فجر أمس السبت، جنح قطار عن سكته وانقلب مع ثماني من عرباته في السودة منطقة قزحيل قرب حمص، ما أدى لاستشهاد سائق عربة قطار وإصابة معاونه بجروح بليغة وإصابة العشرات من الركاب بجروح متفاوتة، نتيجة ما أكدت وكالة الأنباء الرسمية سانا أنه عملية تخريبية قامت بها «مجموعات إرهابية».
وصرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أنه في الساعة الثالثة وعشر دقائق من صباح السبت أقدمت مجموعة من الإرهابيين على تخريب سكة القطار في منطقة قزحيل شمالي غرب مدينة حمص بـ10 كم فوق جسر طوله 15 متراً وارتفاعه 3 أمتار بقصد تدهور القطار وارتكاب مجزرة بحق الركاب الأبرياء البالغ عددهم 480 راكباً والقادمين من حلب إلى دمشق ما أدى إلى انقلاب القاطرة الأساسية وجنوح العربات الثماني الأمامية خارج السكة.
وأهابت وزارة الداخلية بجميع الإخوة المواطنين التعاون مع الأجهزة الشرطية والأمنية بالإدلاء بأي معلومات تتوافر لديهم عن المخربين والمجرمين الذين يتسترون بالتظاهرات لتنفيذ أعمال إرهابية تستهدف المواطنين الأبرياء وتخريب الممتلكات العامة والخاصة مؤكدة أنها ستتعامل بحزم وشدة مع هؤلاء المخربين. وأدى الحادث التخريبي إلى تعطيل كافة رحلات القطار على المحور المذكور، في حين توجهت لجان التحقيق، وفرق إزالة الجنوح والصيانة إلى الموقع لإعادة تجهيز السكة والتأكد من سلامتها وإجراء التحقيقات اللازمة، بإشراف المدير العام للخطوط الحديدية السورية جورج مقعبري.
من جهته قال محافظ حمص غسان عبد العال إن العمل التخريبي الذي طال القطار المتجه من حلب إلى دمشق جريمة يندى لها الجبين وخاصة أن من بين ركاب القطار نساء وأطفالاً ومرضى منقولين إلى دمشق.
وأشار المحافظ إلى وجود قطع من السكة الحديدية قامت مجموعات تخريبية بفكها مبيناً أن قطار شحن مر من جهة معاكسة من حمص إلى حلب قبل الساعة الواحدة فجراً وكانت السكة سليمة ما يدل على أن تخريب السكة حدث بين الساعة الواحدة والثالثة فجر أمس وأن موعد مرور قطار الركاب كان في الساعة الثالثة وعشر دقائق وقت وقوع الحادثة.
وبين عبد العال أن المجموعات التخريبية استغلت تفضيل المواطنين التنقل بالقطار بين حلب ودمشق باعتباره آمناً كما اختارت توقيتاً يزداد فيه عدد المسافرين بسبب الأجواء الحارة ويوماً يشهد عودة أغلب المواطنين من حلب إلى دمشق.
وعن دوافع اختيار المجموعات التخريبية لمنطقة الحادث قال عبد العال «إن في المنطقة قوساً للسكك الحديدية من الناحية الميكانيكية وبالتالي أي انزلاق أو انحراف يكون قاتلاً وأن القدر أنقذ هذا القطار حيث استمر بالاحتكاك مع الأرض إلى أن توقف بسلام إلا أن النيران اشتعلت في عربة الرأس القاطر ما أدى إلى احتراقها كاملة دون التمكن من إطفائها بسبب شدة الاحتراق جراء اشتعال الوقود الموجود ضمنها ما تسبب باستشهاد سائق القطار الذي لم تتمكن فرق الإطفاء من إنقاذه».
كما لفت المحافظ إلى أنه في النقطة التي اختيرت لتنفيذ العملية يوجد خط كهرباء توتر عال يتقاطع مع سكة القطار موضحاً أن أول قاطرة في القطار اصطدمت فور خروجها عن السكة بالعمود الكهربائي للتوتر العالي ما يؤكد أن كل العوامل التي تؤدي للقتل توافرت في هذه المنطقة التي تم اختيارها.
بدوره قال مدير عام المؤسسة العامة للسكك الحديدية المهندس جورج مقعبري «إن اختيار مكان وقوع الحادث من قبل المخربين يدل على أن مخططهم كان يستهدف قتل كل ركاب القطار وخاصة أنه تم فك جبائر الخط الحديدي والعديد من العوارض مسافة عشرات الأمتار بغية تحقيق هذا الهدف مشيراً إلى أن القطار كان يقل ركاباً من محافظات حلب وإدلب وحماة الذين تدخلت العناية الإلهية في عدم وقوع ضحايا بينهم باستثناء استشهاد سائق القطار عبد القادر ليلى».
وكشف مدير عام المؤسسة أنه تم وضع خطة سريعة لإصلاح السكة مكان الحادث وإزاحة العربات المتضررة ونقلها إلى أماكن الصيانة والإصلاح.