السبت 07/23/2011 م الساعة 4:58 pm
عين على الوطن
جريدة الوطن السورية
عربي و دولي اسرائيل و العرب لبنانيات قضايا و أراء اقتصاد شؤون محلية ثقافة و فن علوم و اتصالات رياضة الصفحة الأخيرة
المعارضة النخبوية والخيار الأمني 
2011-07-24 |
|   التعليقات  

تردد «المعارضة النخبوية» المشكلة من كتّاب وصحفيين وغيرهم من أهل صنَّاع الرأي، دعوتها للدولة للأخذ بالخيار السياسي ككيفية وحيدة لمعالجة الأزمة التي تعصف بسورية، مقابل إلغاء الخيار الأمني، الذي حسب هذا الطيف من المعارضة، لن يوصل إلاّ إلى تفاقم هذه الأزمة وازديادها حدّة وتعاظم مشاهدها العنفية وطغيانها على آفاق المستقبل. والحقّ أن هذه المعارضة النخبوية بحصر المعنى، منذ نشوئها لم تظهر في أدبياتها أي ميل نحو الأخذ بالخيار العنفي من أجل إحداث تغييرات في النظام السياسي الراهن، بل إنها تعتبر نفسها إحدى ضحايا هذا الخيار الذي يفترض أنه أداة أو وجه من وجوه الدولة، حسب الشروحات الماركسية للدولة وطبيعتها ووظيفتها.
في الفصل الراهن من الأزمة السورية، تواصل هذه المعارضة لازمة هجاء الحل الأمني الذي تأخذ به الدولة في مواجهة «معارضة أخرى» يفترض أنها على نقيض بنيوي ثقافياً وسياسياً مع المعارضة النخبوية، على أنها وباعتمادها هذه اللازمة تضع نفسها في مأزق سياسي وثقافي وأخلاقي في آن. ذلك لأن «المعارضة الأخرى» اعتمدت الخيار الأمني- العنفي منذ أن بدأت النزول إلى الشارع، وهو خيار واضح غير قابل للتمويه وغير قابل للتغطية بأصوات «المعارضات السياسية» النخبوية وغيرها. فالسلاح موجود والعنف واضح والتحريض مسموع على مدار الوقت والضحايا يتساقطون بأسلوب «تكفيري» أو ما يقترب منه.
إن الأخذ بخيار الحل الأمني- العنفي من قبل هذا النوع من المعارضة يبطل الأخذ بخيار الحل السياسي الذي تنادي به «المعارضة النخبوية»، وأكثر من ذلك تصبح هذه المعارضة في حالة من التضامن التام أو أخذه بالحلّ الذي تدعو الدولة لتركه وذلك إزاء مشهد التواطؤ المكشوف الذي تمارسه عبر صمتها وسكوتها عن عمليات العنف الوحشية، فبدلاً من أن تجاهر بإدانتها لهذه العمليات ومرتكبيها جنباً إلى جنب مع إدانتها المتكررة للدولة لأخذها بالخيار الأمني، تعمد إلى تجاهل هذه العمليات ودوافعها ومآلها وما تنطوي عليه وتوصل له، في موقف لا يمكن تفسيره أخلاقياً ولا يمكن ملاحظة وجود أي عامل ثقافي- بنيوي يوحد هذه المعارضة مع تلك، ولكن بالتأكيد يمكن التيقن من وجود العامل السياسي الذي يبرر وحيداً وحدة الموقف ما بين المعارضة النخبوية والمعارضة العنفية، بما يعني على نحوٍ واضح أن المعارضتين تعملان في إطار حقل «الصراع على السلطة».
في مطلع تسعينيات القرن العشرين، انتهت الحرب الباردة وسقط الاتحاد السوفييتي الماركسي أمام الولايات المتحدة الرأسمالية، التي غنمت موقع «القطب الأوحد» في عالم اليوم، والذي أكسبها سيطرة متزايدة على جغرافيا سياسية أمست دون حماية، كما ساعدها على نشر وتعميم نمطها الثقافي والإعلامي. كثير من المفكرين والكتّاب والصحفيين والفنانين في الدول الاشتراكية السابقة انتقلوا إلى ضفة الليبرالية الجديدة الأميركية تحديداً. والخشية أن تكون «المعارضة النخبوية» السورية من المكتسبات التي ورثتها واشنطن عن موسكو، وهو إرث تم إجراء عمليات «للبرلَتَه» على النحو الذي يجعله في موقع سياسي واحد مع غير معارضة... للأسف.. للأسف الشديد.


نزار سلّوم   
المحادثة التوجيهيه : الوطن ترحب بأرائك وقصصك ومعلوماتك المتعلقة بهذه المادة. يرجى البقاء على الموضوع واحترام الآخرين. ابقى المحادثة مناسبة للقراء المهتمين .
  هل ترغب في التعليق على الموضوع؟
الاسم:
عنوان التعليق:
نص التعليق:
 
ارسال
تطرق البابا بنديكتوس السادس عشر أمس إلى زيارته لتركيا التي وصفها بأنها تجربة   
2011-07-24  alwatan
شعبان تعلن أن الأزمة مركبة...مؤتمر المغتربين يؤيد الإصلاح ويرفض التدخل الأجنبي
إلغاء الإضراب في إدلب وحضور أمني لافت في تطبيق النظام والقانون...حماة «تضرب وحيدة» تحت التهديد!
برئاسة الشعار يرافقه معاونو وزراء و136 رجل أعمال...وفد سوري كبير إلى العراق غداً
مجزرة تذهب بـ92 قتيلاً في أوسلو وشكوك بأصوليين مسيحيين
الحكومة اللبنانية تسقط العزل وفرنسا تدعم الجيش...8 آذار: سورية أكبر من أن تقسم طائفياً
في تصفيات المونديال.. انتصارات عربية سهلة...فوز قيصري لمنتخبنا على طاجكستان
صادرات النسيجية تراجعت بنسبة 50 بالمئة والصناعيون يطالبون بآلية لتسعيرة الغزول
المعارضة النخبوية والخيار الأمني
2011-07-21  alwatan
طالب بتحرك سريع للسلطة ومن في خارجها باتجاه الإصلاح المطلوب...المعلم: الوحدة الوطنية «مهتزة»
الحياة طبيعية في حماة وتشييع ثلاثة شهداء من حمص إلى مثواهم الأخير...عودة 8000 مهجر لأراضيهم رغم عقبات الجانب التركي والمسلحين
عمليات نوعية تنتهي بالقبض على مزيد من المسلحين...الهدوء يخيم على حمص
الخارجية: ضرورة حصول الدبلوماسيين على موافقة قبل زيارة أي منطقة في البلاد
10 وزراء من حكومة سفر في حلب لحل مشاكلها
باحث بلجيكي: غياب النزاهة المهنية في التغطية الغربية للأحداث في سورية
ألف شاحنة سورية وترانزيت متوقفة على الحدود بين البلدين...إنهاء مشروع الربط الكهربائي بين دير الزور والعراق
وسط تكهنات بإرسالها سراً إلى ثوار ليبيا...الحكومة الإيطالية تعوق تحقيقاً في اختفاء أسلحة
اتحاد فلاحي إدلب يطالب بالتدخل لإنقاذ محصول الشوندر...تجارة دمشق: الحكومة السابقة أخرجت 200 مستورد للسكر من السوق
2011-07-20  alwatan
الحكومة تدرس تعزيز المخافر الحدودية مع تركيا بالهجانة...حماة تسترد عافيتها.. والجهات الحكومية تستأنف عملها في جسر الشغور
البرازيل تطالب بإفساح المجال لتطبيق المبادرات الإصلاحية...ميدفيديف: نقف ضد أي خطوات تؤدي لتصعيد الأحداث في سورية

مجزرة تذهب بـ92 قتيلاً في أوسلو وشكوك بأصوليين مسيحيين

في تصفيات المونديال.. انتصارات عربية سهلة...فوز قيصري لمنتخبنا على طاجكستان

طالب بتحرك سريع للسلطة ومن في خارجها باتجاه الإصلاح المطلوب...المعلم: الوحدة الوطنية «مهتزة»

وسط تكهنات بإرسالها سراً إلى ثوار ليبيا...الحكومة الإيطالية تعوق تحقيقاً في اختفاء أسلحة

اتحاد فلاحي إدلب يطالب بالتدخل لإنقاذ محصول الشوندر...تجارة دمشق: الحكومة السابقة أخرجت 200 مستورد للسكر من السوق

الحكومة تدرس تعزيز المخافر الحدودية مع تركيا بالهجانة...حماة تسترد عافيتها.. والجهات الحكومية تستأنف عملها في جسر الشغور

Advertising | Contact Us
Copyright 2006-2008 by AlWatan Companies. All rights reserved