دمشق- سيرياستيبس: تستند الديمقراطية أساساً إلى حكم الأغلبية والاعتداد برأيها وخضوع الأقلية لرأي الأغلبية مع الاحتفاظ بحق الأقلية بطرح آراءها، وبناء على الديمقراطية التي عشناها طيلة السنوات السابقة والتي مارس الفلاحون من خلالها حقهم في التعبير عن آرائهم في جميع قضايا الوطن، واحتلوا مواقع قيادية في أعلى المؤسسات انطلاقاً من هذه الديمقراطية، وباعتبار أن الفلاحين يشكلون حوالي (60) بالمائة من جماهير الشعب فإننا باسمهم نشير ونؤكد أن قيادة حزب البعث للجماهير كانت ولا تزال وليدة نضال طويل خاضه هذا الحزب منذ تأسيسه ولم تكن وليدة قرارات ومراسيم. كما أن الحزب استطاع بعد ثورة الثامن من آذار أن يجسد مبادئه وأهدافه من خلال تلك الإنجازات العظيمة التي تحققت لجماهير الشعب السوري وبخاصة العمال والفلاحين والمتمثلة بقوانين الإصلاح الزراعي التي أنهت الإقطاع في سورية ووزعت الأرض على الفلاحين، وبنت عشرات السدود واستصلحت مئات آلاف الهكتارات من الأراضي اليباب وحولتها لأراض معطاء خيرة، وأممت المصانع فعملت على كهربة الريف وتعبيد الطرقات ونشر التعليم في مختلف مناطق القطر إلى عمق البادية وغير ذلك كثير وبنت القاعدة المادية لسورية الحديثة زراعة وصناعة وخدمات. لقد كان اللقاء التشاوري برأينا مناسبة لمناقشة قضايا وهموم الشعب مع ملاحظة أن من حضر من غير أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية اللقاء التشاوري مع تقديرنا لكل شخص منهم إنما يمثلون أنفسهم لأنهم شخصيات غير منتخبة من قواعد شعبية، الأمر الذي يجعلهم غير مخولين بالحديث عن رأي الشعب، وطروحاتهم كانت عبارة عن آراء شخصية، وهذا عكس ما يمثله الاتحاد العام للفلاحين لأنه قيادة منتخبة أصولاً من القاعدة إلى القمة ويعبر عن آراء الفلاحين على مستوى القطر وهم الشريحة الأوسع في مجتمعنا. إن الإصلاحات التي ندعو إليها هي الإصلاحات التي تتجاوز الأخطاء والعثرات وتراكم فوق الانجازات من أجل بناء سورية الحديثة والمستقلة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وفق إرادتها ومصلحتها الوطنية، وبعيداً عن الوصفات الخارجية التي لم تهدف في أي يوم من الأيام الخير لسورية وشعبها ولا يمكن للفلاحين أن يقبلوا بأي حال من الأحوال المساس بالنظام السياسي والاقتصادي القائم على التعددية السياسية والاقتصادية في إطار يجسد تطلعات الشعب السوري، وبخاصة الكادحين من فلاحين وعمال وحرفيين في تحقيق العدالة الاجتماعية وليس في بناء نظام يطلق الحرية لرأس المال الجشع، علماً أن هذه المكتسبات التي تحققت لجماهير الكادحين بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي كانت نتيجة كفاحٍ ونضال طويل من قبل هذه الجماهير، وقد دفع البعض دماً ثمناً لها وبالتالي لن نفرط بها، وبالتالي فإن الفلاحين لا يرضون بأي حوار أو ما شابه ذلك ينال من مكاسبهم. الاتحاد العام للفلاحين
|