شددت الدبلوماسية الروسية على أنه ليس من شأنها إقناع القيادة السورية بالتنحي، مؤكدة الوقت ذاته أنها لا تستبعد إجراء اتصالات جديدة مع المعارضة السورية في القريب العاجل.
وخلال حفل استقبال على شرف ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية والروسية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «من يرد من (الرئيس السوري بشار) الأسد أن يتنحى فليذهب إليه ويقنعه بذلك».
ونقلت قناة «الميادين» الفضائية عن لافروف قوله: إن «القطريين والأتراك يطلبون منا إقناع (الرئيس) الأسد بالتنحي، لكننا نعرف أنه لن يتنحى وهذا ليس شأننا»، مضيفاً: «لا نفهم سبب استعداء قطر وتركيا لسورية بعد أن كانت علاقاتهما معها ممتازة».
من جهته، قال الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن موسكو لا تستبعد إجراء اتصالات جديدة مع المعارضة السورية في القريب العاجل، بمن في ذلك زعماء المعارضة الذين لم يتصل بهم الجانب الروسي سابقاً.
وقال في تصريح صحفي وفقاً لقناة «روسيا اليوم» نشرته على موقعها الإلكتروني: «بالطبع، فإننا بشكل عام (...) ننتظر ممثلين عن مختلف جماعات المعارضة السورية، ويمكن القول إننا وجهنا دعوة مفتوحة إليهم».
ووصف بوغدانوف الأوضاع الأمنية في دمشق في الأيام الأخيرة بأنها «أصبحت أكثر هدوءاً»، وقال: «قبل قليل تحدثت مع سفيرنا في دمشق.. إنه يرى أن دمشق يسودها هدوء نادر في الأيام الأخيرة».
من جهتها، حذرت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة من اندلاع حرب أهلية كردية عربية في المنطقة الشمالية الشرقية على خلفية الاشتباكات الدائرة في رأس العين بين اللجان الشعبية الكردية وعناصر من «جبهة النصرة» قدموا من تركيا، داعيةً في بيان لها القوى والهيئات المحلية والعشائر الوطنية إلى تشكيل لجان مشتركة لإدارة ما سمته «مناطقها المحررة» وانسحاب المسلحين من غير أبناء المنطقة.
في الغضون أكد رئيس الهيئة في المهجر هيثم مناع أن كل سوري يشعر بالخيانة من «أصدقاء سورية»، مشدداً على أن حمل السلاح من أجل التغيير «فاشل وغير مجد».
وفي تصريح لقناة «العالم» الفضائية أكد مناع أن «المشكلة الأساسية أن هناك أطرافاً (خارجية) تريد أن يكون المعارضون السوريون اتكاليين، وأن تحل مشاكلهم نيابة عنهم وأن توضع لهم برامجهم، وأن يقال لهم سيروا فيسيرون»، معتبراً أن تلك الأطراف «لم تخذل المعارضة فقط بل كل إنسان سوري».
وفي سياق ملاحقة أوهام زائفة لا طائل منها أعلنت ميليشيا «الجيش الحر» أنها لن تتدخل في تشكيلة الحكومة الانتقالية التي تعثرت المعارضة الخارجية في تشكيلها بسبب خذلان داعميها الدوليين والإقليميين، لكنها استثنت وزارة الدفاع.
وبدا من التصريح أن الميليشيا التي تضم في صفوفها تنظيمات متطرفة ومتشددة، تحاول مجاراة المعايير الغربية التي تشدد على الفصل بين المستويين السياسي والعسكري في النظام السياسي.
ومن نيويورك قالت الأمم المتحدة الإثنين أن أمينها العام بان كي مون والمبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي عبرا خلال اجتماعهما الإثنين عن القلق البالغ لاستمرار إراقة الدماء في سورية، وعن خشيتهما لعدم وجود موقف دولي موحد لتنفيذ اتفاق جنيف.