أعرب رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير عن تخوفه في حال
استمر الوضع في مدينة حلب على ما هو عليه من حصول كارثة اقتصادية حقيقية
تؤدي لهجرة ما تبقى من أهالي حلب، متحدّثا عن ارتفاع مرعب بالأسعار بعد أن
بلغ سعر ليتر البنزين 300 ليرة سورية وسعر ربطة الخبز 250 ليرة سورية.
وفي حديث لـ"النشرة"، وصف نصير الوضع في المدينة بـ"السيء والذي لا نُحسد
عليه"، وقال: "هناك حالة ترقب لدى الجميع بعد زيارة رئيس الحكومة وائل حلقي
الى المدينة باعتبار أنّه وعدنا بالكثير من الأشياء المهمة التي لا نزال
ننتظر تطبيقها على أرض الواقع".
مقبلون على كارثة اقتصادية
ولفت
نصير الى انّه يمكن تقسيم المناطق في حلب اليوم ما بين مناطق خطرة تسقط
فيها قذائف هاون، مناطق آمنة أي خالية من المسلحين ولكن قد تشهد سقوط قذائف
أو أعمال قنص وهي مناطق محمية من قبل الجيش النظامي. وأشار إلى أنّ
"المناطق ذات الغالبية المسيحية هي مناطق آمنة حاليا ومحمية".
وحذر نصير من أنه إذا استمر الوضع في حلب على ما هو عليه من حيث غياب
الأمان وتوقف العجلة الاقتصادية "فإننا مقبلون على كارثة اقتصادية"، وقال:
"آخر المعلومات التي وصلتنا تفيد بأن الهلال الأحمر الذي نشكره على جهوده
يوزّع 210 آلاف حصة غذائية لأهل المدينة ما يعني أن أكثر من مليون شخص
يعتاشون مما يقدمه الهلال الأحمر".
خطة تمّ وضعها لافراغ المنطقة من المسيحيين
وعما
يحكى عن هجرة المسيحيين من حلب، قال نصير: "لا شك أن هناك جزءا منهم غادر
بالرغم من أن الهجرة بالنسبة لنا أمر مرفوض ولكننا في النهاية لا يمكن أن
نترك أطفالنا يموتون من الجوع في حال استمر الوضع على ما هو عليه".
وردا على سؤال عن تخوفه من خطة لتهجير المسيحيين من المنطقة، لفت إلى أن
لا دعوات رسمية في هذا الاطار، وقال: "لكن خروج أحد المسؤولين
الفرنسيينليقول أن عدد المسيحيين في المنطقة غير كبير والدول الاوروبية
قادرة على استيعابهم وبعدها خروج المانيا لتبدي استعدادها لاستقبال 20 ألف
عائلة مسيحية فذلك وبكل تأكيد ليس من باب الحرص علينا أو محبتنا بل تنفيذا
لخطة ما تم وضعها لافراغ المنطقة من المسيحيين".
وأضاف: "اسرئيل دولة دينية والامم المتحدة لا تعترف بقيام دولة على اساس
ديني وبالتالي نعتقد ان هناك سعيا لقيام دول اسلامية للقول أن هناك دولا
أخرى قامت على اساس ديني ما يُبرر وجود اسرائيل".
لسنا لا موالين ولا معارضين..
وعمّا
يحكى عن مشروع لدى جبهة "النصرة" لقيام دولة اسلامية في حلب، قال نصير:
"هذا الأسلوب وهذا النهج لن يجد أرضية له في مجتمعنا السوري المتنوع، فنحن
كمسيحيين لطالما كانت ضمانتنا شركاءنا المسلمين ورهاننا لا يزال عليهم".
وختم نصير قائلا: "نحن لسنا لا موالين ولا معارضين وما نطالب به هو إيقاف
حمام الدم واعتماد الحوار لغة حضارية لحل الأزمة بعيدا عن العنف". وأضاف:
"ما نراه غريب عن حضارتنا وعن مقومات الانسانية والمطلوب اليوم التخلي عن
خصوصياتنا لأجل وطننا سوريا".