ترتفع وتيرة الحرب الإعلامية والنفسية والسياسية على سورية شعباً وقيادة ودوراً كلما ارتفعت وتيرة الفشل عند المجموعات الإرهابية المسلحة في تحقيق أي مكاسب على الأرض السورية، وكلما فشلت توقعات أسيادهم وداعميهم المتعلقة بسقوط الدولة وتنحي الرئيس.
فمن يتابع من المراقبين الحياديين والجهات الدولية المستقلة ما تبثه بعض الفضائيات المغرضة وفي مقدمتها الجزيرة والعربية والمستقبل التي تجردت من مهنيتها ومن شرفها الإعلامي.. وما يصدر من تصريحات عن هذا المسؤول القطري أو السعودي أو التركي أو الأميركي أو الإسرائيلي أو الفرنسي أو ذاك بشأن الوضع السوري يدرك من دون عناء حجم الكذب والنفاق والإجرام الذي يمارسونه على الشعب السوري في الوقت الذي يزرفون عليه دموع التماسيح ويدعون حرصهم عليه وعلى حمايته من (إجرام النظام).
تصوروا أن هؤلاء الأعداء يدّعون أن (المعارضة المسلحة) باتت تسيطر على نسبة سبعين بالمئة من الجغرافيا السورية وفي الوقت نفسه يتجاهلون الحديث عن سبب غياب حلفاء تلك المعارضة من أعضاء مجلس اسطنبول وأعضاء (الائتلاف) القطري عن أي شبر من (الأراضي المحررة) هذا لو كان كلامهم صحيحاً، وتصوروا أن هؤلاء الأعداء يتشدقون في الحديث عن حرصهم على حرية الشعب السوري وعلى ضرورة تحقيق مطالبه في الوقت الذي يتعمدون فيه عدم الإشارة لأي مطالب شعبية تتعلق بطرد عناصر ما يسمى (الجيش الحر) من الأحياء الشعبية والأماكن التي يدخلونها، وفي الوقت الذي يتعمدون فيه عدم الإشارة إلى اعتداءات العصابات المسلحة على أملاك الدولة والشعب (الكهرباء – المشافي – المطاحن – حقول وخطوط النفط – قصور العدل – الخطوط الحديدية – القطارات – الجسور – الطرق – صهاريج نقل المازوت والغاز..إلخ).
وضمن هذا الإطار نقول للدول التي تدعي صداقة الشعب السوري وشاركت في المؤتمرات التي عقدت تحت شعار صداقته وكان آخرها المؤتمر الذي انعقد في المغرب: لو كنتم أصدقاء الشعب السوري حقاً لما اعترفتم (بائتلاف قوى التغيير والثورة) ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري لأن نسبة من الشعب السوري لا تقل عن 60% إلى 70% ترفض هذا (الائتلاف) وترفض (مجلس اسطنبول) ولا تقبل بأي شكل من الأشكال أن يكون ممثلاً لها.. وبالمقابل تعتبر أن السلطة القائمة حالياً هي السلطة الشرعية وهي السلطة التي تمثلها لكونها نتاج صناديق الاقتراع وإن كانت تتطلع إلى خطوات إصلاحية أفضل ينتجها الحوار الوطني المنتظر!!
ولو كنتم أصدقاء الشعب السوري لتوقفتم عن تقديم المال والسلاح للمجموعات الإرهابية ومن بينها (جبهة النصرة) ولأدنتم العمليات الإرهابية التي تقوم بها بحق الأطفال والنساء والمدنيين.. ولضغطم عليها لمنع الخطف والذبح والاغتصاب والقتل لكل من لا يقف معها.. ولقمتم بخطوات عملية لفك الحصار التي تقوم به منذ فترة طويلة على حيين في بلدة حارم على الحدود مع تركيا.. ولحررتم المخطوفين اللبنانيين في إعزاز وغيرهم.
حقيقة إنكم أعداء للشعب السوري ودولته.. ولستم أصدقاء لهما وهذا ما بات يدركه جيداً معظم الشعب السوري وأصدقاؤه في الكثير من دول العالم، ولن أضيف.