تقدمت وحدات الجيش العربي السوري على طريق عام حلب- الرقة في العملية التي بدأتها لتأمين الطريق في وجه قوافل المحروقات والإغاثة لمدينة حلب، كما وعد رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي خلال زيارته إليها الثلاثاء الماضي. وقالت مصادر أهلية لـ«الوطن»:
إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها على الطريق الواصل بين حلب وقرية الدويرينة على طول 20 كيلو متراً شرق المدينة حتى ظهر أمس «وهي تحتاج لمد نفوذها حتى 100 كيلو متر إلى منتصف الطريق الموصل إلى الرقة حيث مفرق السلمية المؤدي إلى طريق تدمر الذي تمر عبره قوافل المحروقات والمواد الغذائية إلى الرقة وحلب».
وتنشط في الطريق الدولي بين حلب والرقة مجموعات مسلحة عديدة تروع قاطني القرى والبلدات الواقعة على طول الطريق وتسرق معامل القطاعين العام والخاص وصوامع الحبوب إلا أن الجيش العربي السوري عازم على فتح الطريق مهما كلف الأمر في سبيل تخفيف ضغوط الأزمة الإنسانية التي تعيشها حلب جراء إحكام المسلحين السيطرة على طرق الإمداد إليها وتخريبها محطات الكهرباء والأبراج المغذية لمحطات المياه التي توقفت عن الضخ ويفترض أن تعاود العمل بدءاً من صباح اليوم.
وفي عملية نوعية للجيش، تمكنت إحدى وحداته بحسب ما قاله شهود عيان لـ«الوطن» من اختراق حواجز المجموعات المسلحة على مسافة طويلة في أحياء المدينة الشرقية عن طريق خداع المسلحين عبر استخدام سيارات دفع رباعية يستخدمها «لواء التوحيد»، أكبر التشكيلات المقاتلة في حلب، وتحمل شعاراته «ما مكنها من الوصول إلى أحد حواجز حي الميسر عند صالة المجد للأفراح وتصفية 14 من مسلحيه التابعين لـما يسمى «كتيبة شهداء 1980» والقبض على متزعم المجموعة الذي يتحدر من ريف إدلب في عملية أثارت حيرة قادة المسلحين وثناء وإعجاب أبناء الحي الذين لا يكفون عن الخروج بتظاهرات مطالبة بخروج المجموعات المسلحة من الحي ويجري قمعها بالرصاص الحي من المسلحين»، وفق أحد السكان. وفي السياق ذاته، تحدثت معلومات عن عملية عسكرية شاملة يجهز لها الجيش لدخول أحياء عديدة دفعة واحدة، وروى الأهالي عن دخول وحدات للجيش في عمليات خاطفة إلى أحياء بستان القصر والزبدية وباب الحديد وقاضي عسكر كبد خلالها المسلحين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
كما نفذت وحدات الجيش عمليات نوعية في محيط حي الليرمون الذي جرى تطهيره وفي حيي بني زيد وبستان الباشا الذين يرجح دخولهما في وقت قريب إثر انسحاب الكثير من المسلحين منهما بفعل الضربات المتتالية ضدهم وتكبيدهم خسائر كبيرة في الوقت الذي تستكمل فيه القوات المسلحة عملياتها للسيطرة على طول محور حلب- المسلمية حيث مدرسة المشاة بعدما فك الحصار عن سجن حلب المركزي.
وقالت وكالة الأنباء «سانا»: إن الإرهابيين استهدفوا بنيران رشاشاتهم مسيرة شعبية خرجت في حي الجلوم تطالب بطرد المجموعات الإرهابية المسلحة من جميع أحياء المدينة وريفها ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.
وأطلق الإرهابيون الرصاص عشوائياً على المسيرة التي طاف مشاركون فيها داخل الحي وهم يهتفون ضد المجموعات الإرهابية المسلحة التي ترتكب أعمال قتل وسطو وسلب ونهب وضد القوى الداعمة لهم بالمال والسلاح.